آخر الفراشات

ثقافة 2023/12/26
...

 علي الشيّال


قرب قلبٍ آيلٍ للضياع!

بالقرب من  تلويحةٍ قيصريّة 

مخنوقة.. قريبًا من ذكرى ضئيلةٍ 

ولدت ميتة! 

لا ترى بالروح المجردة 

همستُ: للجدار الثمل 

الذي يترنح 

منذ آخر ظلّ يابسٍ 

الجدار

المليء بالبصمات.. بالوهم 

تعاويذ الأمهات

أغانٍ ميتة.. شفاهٌ جافّة 

متصحرة بلا تقبيل !

قبلة صغيرة

مازالت في طور التكوين 

تحاصرها عيون المارّة  

بقايا خطوط سود 

لمسافرٍ لا يعود 

لافتات البقاء لله !

والبقاء للذئاب !

والبقاء للصوص !

والبقاء للجبناء !

والبقاء للماء الآسن!  

والبقاء لوجهك الميت !

والبقاء للتيه الأخير !

في هذه اللحظة 

في هذه الغصّة 

وفي هذه الخطيئة 

في لحظة الموت الجماعي للعصافير 

لحظة ذبول آخر فراشة مصابة بالحنين 

شرعتُ بحبكِ !

ومثل ميت 

يتأتى بالمهزلة 

قلتُ لكِ: 

أنا الجثة الهامدة 

الخارجة توّا من  مصانع التدوير  

لي وطنٌ يكرهني !

ولي أهلٌ تركوني !

أذبل !

واساقط  دمعاً جنيا

ليسمعوا صوت انكساري 

وانحساري 

ونظرة (الطز) الأخيرة

بعد كلّ هذا 

قلتُ لك: 

أنا الجثة الهامدة 

أحبكِ 

بطريقة ما.. لا أعرفها!