أديب كمال الدين
(1)
حينَ أفاقَ الطفلُ من نومه،
وجدَ اللقلق
قد ألقى إليه بكيسٍ من الحروف.
رقصَ الطفلُ فرحاً،
قال: أريدُ الحاء:
حاء الحنينِ والحُبِّ والحلم.
مدَّ يده
فأخرجَ أو فخرجتْ له
- وا أسفاه –
حاء الحرمانِ والحقدِ والحرب.
ارتبكَ الطفل،
قال: أريدُ الباء،
باء الكونِ والبسملة.
مدَّ يده
فأخرجَ أو فخرجتْ له
باء البرابرة.
(2)
دمعتْ عينا الطفل،
وعادَ إلى النوم
فحلمَ أنّ اللقلق
جاءَ وحملهُ إلى الغيوم.
هناكَ رأى غيومَ الحاء
ورديةً مليئةً بالحُبّ
ورأى غيومَ الباء
بِيضاً كثيابِ العيد.
بكى الطفلُ ثانيةً في الحلم
ثُمَّ أفاق
فوجدَ كفّه مليئةً بالدم.
(3)
منذ ذلك اليوم
قرّرَ الطفلُ ألّا ينام.
لكنّ اللقلق لم يأتِ.
وقرّرَ الطفلُ ألّا يمدَّ يده
في كيسِ الحروف.
فمرَّ زمنٌ قصير
ثُمَّ اختفى كيس الحروف إلى الأبد.