نجاح عبد الغفور يستعرض أبرز محطاته الإبداعيَّة

ثقافة 2023/12/27
...

 بغداد: رشا عباس
 تصوير: نهاد العزاوي
في جلسة فنيَّة جمعت ما بين ألحان العود والذكريات، استعرض الفنان نجاح عبد الغفور، الخميس الماضي، على طاولة مركز افرست للإعلام أبرز محطاته الإبداعية، التي شكلت علامة فارقة في تاريخه الفني.
بدءًا من الموشحات وقراءة القرآن وانتهاءً بالاغاني الحماسية والوطنية، فضلا عن المقامات البغدادية التراثية التي كان يطوف بها مختلف البلدان العربية والعالمية.
المحطة الأولى في حياة المحتفى كانت صوت والده الذي تأثر به، وهو يقرأ القرآن ويؤدي الآذان في جامع المدينة الكبير، وأن أفراد أسرته جميعا يتميزون بنعمة الصوت الجميل، ولا سيما أخيه الفنان المرحوم صلاح عبد الغفور قائلا:" فقد حظيت أنا وأخي بدعم كبير من العائلة والمحيطين بنا، لمواصلة مشوارنا في الغناء والموسيقى وإبراز المقام العراقي المعبّر عن حضارة وتاريخ مدينة السعدية، التي ترعرعنا وسط بساتينها وأشجارها، لينتقل بعدها إبداعنا من الشمال إلى الجنوب، ونتغزل بحضارة تاريخها العريق والشامخ، شملت العراق والوطن العربي وتعدّت إلى العالمية، وواصل عبد الغفور حديثه، وهو يقف عند أهم محطة كان يعتز بها، وهي تأسيس فرقة موسيقية مع مجموعة من الشباب باسم ناظم الغزالي في العام 1996 ودورها في إحياء التراث العراقي والفن الأصيل".

صعوبات وتحديات
عبد الغفور أخذ الجمهور إلى ليالي بغداد القديمة المولعة بالجمال والسحر من خلال غنائه لبعض المقامات، مشيرا إلى الصعوبات والتحديات، التي تواجه الفنان هو عدم قدرته على مواصلة مشواره في الظهور بشكل مستمر أمام المحبّين، بسبب عدم وجود مؤسسات داعمة، تأخذ بيد الفنان وتقدّر أعماله وتظهرها إلى الساحة، كي يتعرف على فنه الأجيال المقبلة من جهة، واستذكار الروّاد من ناحية أخرى.

غزة رمز العزة
بعد الغوص في بحر من الأغاني وألحان تطرَّق الفنان عبد الغفور اليها خلال الجلسة إلى آخر أعماله، التي انتهى من إنجازها وهو أوبريت بعنوان" تبقى غزة رمز العزة" كلمات الشاعر راسم كمال، وهي أغنية تشيد بموقف فلسطين في مواجهة الكيان الصهيوني.
اما على الصعيد العام يستعد عبد الغفور إلى إحياء أغانٍ لبغداد بصوته، والتي كان يؤديها شقيقه الفنان صلاح عبد الغفور، فضلا عن التحضير إلى أغنية "جوبيه" على غرار "شلونك عيني شلونك"، تتحدث عن الأخاء والتعايش السلمي، قدّمها في اربع لغات من كلمات  الشاعر محمد المحاويلي.

قالوا عنه
من جانبه، رحب عددٌ من الشعراء والحضور بالفنان المحتفى به، اذ قال الشاعر راسم كمال:" نجاح عبد الغفور فنان النخب يتعاطى مع اللغة العامية النظيفة الخالية من الشوائب، فقد غنى الكثير من القصائد والاوبريتات، التي تتغنى بحب بغداد وتراثها الحضاري، فوجوده مؤثر وقوي في الساحة العراقية، التي بدأت اليوم تنتج بعض التيارات المخالفة للذوق ومهدّمة للتراث.
اما الشاعر شاكر الشرقاوي فقد بيَّن أن ما يميز الفنان المحتفى هو أن صوته، فيه شيءٌ من الحزن، فهو قامة مفتوحة لجميع الفنانين والشعراء، تعامل مع عدد كبير من أعلى قمة جبل إلى أعلى نخلة في جنوب العراق وقدم أغاني تعبّر عن عراقيته.
فيما أشار الشاعر علي الحداد إلى أن نجاح عبد الغفور لو كان في دولةٍ لا تمتلك تاريخا وحضارة يأخذ دوره الفعال، فكيف في بلد يرجع تاريخه إلى سبعة آلاف عام، هذا التألق والازدهار لا يأتي اعتباطا، إنّما قدم عبر مراحل متميزة بالثقافة والفن والشعر، وكان الفنانون هم سفراء تلك المحافل الدولية، التي من شأنها أطربت المسامع، وعرفت بالحضارة، مؤكدا نحن مدينون لتلك القامات على ما بذلته من جهود.