مشروع {النبراس} آفاق جديدة لصناعة البتروكيمياويات

العراق 2023/12/27
...

 بغداد: رغد دحام

بعد أن أخذت الحكومة المركزية طريق توفير الخدمات والنهوض بالواقع الخدمي في عموم البلاد نهجاً واضحاً بدأ يبرز من خلال شواهد العمل المتواصل للجميع، كرّست اهتمامها صوب النهوض بالواقع الصناعي في البلاد من خلال تبنِّي مشاريع مختصة بهذا الشأن وعلى رأسها مشروع "النبراس" للبتروكيمياويات.
وقال مدير المشروع، حسين محمد علي، لــ"الصباح": إنه "من خلال اهتمام رئيس الوزراء بهذا المشروع، تمت إزالة أبرز المعوِّقات وحسم موضوع تخصيص الأرض التي سيبنى عليها المشروع، حيث تم إصدار سندات الملكية وتحولت الأرض إلى وزارة الصناعة / الشركة العامة للصناعات البتروكيمياوية" .
وبيّن، أنه "تم البحث خلال الاجتماع الأخير مع رئيس الوزراء في خيارات توفير الغاز للمشروع، لأن الدراسة السابقة طرحت خيارين اثنين، إذ عمدت وزارة النفط إلى تقديم الخيار الثالث بهذا الملف، وسيتم عقد اللقاءات المشتركة بين الشركاء خلال أيام لحسم تجهيز الغاز وكمياته وكيفية تجهيزه عن طريق إما غاز البصرة أو غاز الجنوب" .
وتابع، أن "الخيارات ستدرس من جميع الشركاء مع الاستشاري العالمي والمتمثل بشركة (تكنف جنسنز)، ليتم اختيار الآلية وباتفاق جميع الشركاء للتوصل إلى نتيجة مرضية بين الجانب العراقي وشركل (شل)، ليتم انطلاق المشروع وتوقيع عقود التصاميم مع الشركات المرخَّصة والتي تنشأ التصاميم الأساسية التي تستغرق من سنتين إلى ثلاث، وبعدها تكون مرحلة التنفيذ التي تحتاج ما بين 3 إلى 4 سنوات وبمجموع مدة إنجاز 7 أعوام من الآن وفق السيناريو المرسوم والرعاية الحكومية" .
وأشار علي، إلى أن "الجدوى الاقتصادية كبيرة جداً لهذا المشروع تقدّر بمليار و400 مليون دولار سنوياً، والعراق لديه نسبة 51 بالمئة من أصل المشروع"، مؤكداً أن "جميع المؤشرات الاقتصادية إيجابية لهذا المشروع، وأن هناك جدية واضحة من الجميع بأن تنطلق المرحلة الثانية من المشروع خلال 3 أسابيع من خلال التصاميم وشراء عقود المعرفة الفنية" .
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أكد أمس الأول الاثنين، عزم الحكومة على المضي في استكمال مشروع "النبراس" للبتروكيمياويات، وذكر خلال اجتماع بالخصوص، أن "المشروع قد تأخر وعانى من التلكؤ منذ عام 2015"، وأشار إلى "ضرورة إزالة أية عقبة تعترض جهود الاستكمال" .
من جانبه، بيّن الخبير النفطي، بلال خليفة، لــ"الصباح"، أن "مشروع النبراس من المشاريع المهمة، وكلما زادت المشاريع يكون أفضل لتغطية الحاجة المحلية وحتى أن يتم تصدير تلك المواد، فضلاً عن أن موقعه بالقرب من ميناء الفاو أمر إيجابي" .
وأضاف، أن "النبراس يعد أول مشروع صناعي ستراتيجي واستثماري وخطوة ممتازة جداً للمستقبل البعيد من خلال توجه العالم إلى الوسائل البديلة وتقليل الانبعاثات وتحوّل وسائل النقل التي تستهلك انتاج النفط وتقلل من الملوثات العالمية" .
وأشار، إلى أنه "ممكن أن يقل بالمستقبل الطلب على النفط والوقود الأحفوري، وأن الاهتمام بالمصافي وهكذا صناعات سيساعد في الحفاظ على إيرادات البلاد، وأن المنتجات البتروكيمياوية لها  مستقبل كبير، وإذا ما قلّ الطلب على النفط ستتم الاستعانة بها"، وختم خليفة بالقول: "إننا نأمل بأن تكون هناك خطوات مشابهة لهذا المشروع."

تحرير: محمد الأنصاري