الشهيد عجام في اتحاد الأدباء

ثقافة 2019/05/19
...

بغداد/ ابتهال بليبل
أحيا الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق والجمعية العراقية لدعم الثقافة الذكرى الـ ١٥ لاستشهاد قاسم عبد الأمير عجام بحضور نخبة من الادباء والمثقفين. 
وتحدث الدكتور أحمد مهدي الزبيدي الذي أدار جلسة الاستذكار، قائلاً: (قبل كل شيء/ قبل أن تحينا ونحييك لا فرق/ فلسنا ضيوفا عليك ولا انت ضيف علينا/ دعنا نتفق سوية على أن نؤرخ يومنا هذا برزنامة تليق بك/ ولا تقل اعتمدوا الأشهر الشمسية أو الميلادية/ فلم يبق منها يوم إلا وحجزتها حروب القادة وبرنامج حدث في مثل هذا اليوم/ ولا تثق بالأشهر القمرية أو الدينية/ فهي مُختلف عليها حتى بين أبناء الجلد الواحد/ إذن ما يليق بك أن نؤرخ اسمك لحظة مولدك/ ولكن ليس المولد الذي اختاره الاباء أو شهادة الجنسية/ بل المولد الذي اخترته انت ميلاد شهادتك/ الشهادة وحدها من تشبه الموت في سجل الايام/ وأنت رحلت بحياة كاملة يا قاسم عجام..)
وكان - قاسم عبد الأمير عجام، الذي ولد عام ١٩٤٥ في قضاء المسيب، قد أكمل دراسته في كلية الزراعة جامعة بغداد/ قسم التربة، وعمل منذ تخرجه في مشروع المسيب الكبير، وحصل على درجة الماجستير في مايكرو بيولوجي التربة عام ١٩٧٧ من كلية الزراعة جامعة بغداد أيضاً، وقدم الكثير في النشاط الثقافي العراقي منذ منتصف الستينيات من القرن الماضي، وخاصة في النقد التلفزيوني والسينمائي إضافة إلى النقد القصصي والأدبي، والعديد من الدراسات، وتم اغتياله في (الـ١٧ من أيار ٢٠٠٤). 
وتناول رئيس الاتحاد الباحث ناجح المعموري في حديثه خلال الجلسة ذكرياته مع الفقيد وحياته، وقال: قاسم صديق تاريخي تعرفت عليه في الصف الثاني متوسط، حين كان وافدا من المسيب، واستمرت علاقتي به، قبل وفاته بيوم او يومين.
كما تحدث المعموري عن الدور الذي تمثله قاسم، إذ كان يمتلك عقلية جدلية، قادرة على أن تعيد انتاج ما هو مسموع أو مقروء، وكذلك تحدث عن الصراع الاجتماعي والسياسي والمثقف، وعن الصفحة النقدية التي كانت في طريق الشعب وكان الشهيد يكتب فيها، إذا تتحول إلى معلم كامل لعشاق وهواة متابعة التمثيليات والمسلسلات التلفزيونية وأيضا مع السينما. 
وشارك الشاعر موفق محمد بقراءة قصيدة عن الفقيد قاسم عبد الأمير عجام، قال في بعض منها: (والذئاب التي مزقتنا جميعاً فتحت صدرها للذئاب/ في رؤوس البشر تبني البنادق اعشاشها/ يد الذئب تضغط رأس الزناد/ ورأسك شمس تراهن أن البلاد التي فتها الرعب شل اوصالها/ ستنهض من حشد ملائكة فيك/ ينام الفرات على راحتيك طويلا/ تقبله موجة.. موجة وتوقظه...)
جلسة الاستذكار، تخللها العديد من المشاركات والمداخلات والشهادات منها للأستاذ أحمد الناجي، الذي قال في شهادة بعنوان “ قاسم عبد الأمير عجام الغائب عنا والحاضر دوما بأخلاقه وابداعه”: يشير التاريخ إلى أن المثقف هو الذي يمتلك مكونات انتاج ثقافة حية يقوم عليها بناء المجتمع وفق روح عصرية حديثة، ومن البديهي أن يظل مسار التقدم في تجارب الشعوب وئيدا ومنقوصا إذا ما كان بمعزل عن المثقف، أوفي حالة تعطيل دوره، ولهذا ليس من قبيل الصدفة بعد سقوط النظام الديكتاتوري واجه المثقفون قوى رافضة للتغيير والمعيقة للتقدم، وقدموا ف سبيل ذلك تضحيات كبيرة، لاسيما تلك النخبة التي تملك بصيرة كاشفة ورؤى ثابتة وتعرف ما في الاشياء وبواطنها الحقيقة. 
أما الدكتور فلاح الخطاط فقد كانت مشاركته بإلقاء كلمة لعائلة الفقيد، وقال في بعض منها: (في ١٧ أيار٢٠٠٤، أغتيل مثقف وعالم، اغتيل كاتب كان رمزا للتسامح في بيئة سياسية وثقافية واجتماعية عراقية قائمة على الكراهية، اغتيل من تعلم منه الكثير معنى الصدق موفقاً..) 
وكذلك: (لم يعلمنا حب الأرض، ولكن فعل ذلك بقوة حين زاوج بمهارة بين حكمة التربة، حيث تخصصه العلمي وعلاقة النقد الادبي والفني، لم يكن يشير إلى حاجة الأدب إلى المعرفة العلمية، لكن برهن على ذلك من خلال إنجازه).
كما وتحدث وزير الثقافة والبرلماني السابق مفيد الجزائري عن أول لقاء حقيقي مع الفقيد، وكان ذلك بعد السقوط بأشهر عندما أصبح مديرا للثقافة. 
وقال الجزائري في بعض كلمته: اسمحوا لي، ونحن نجتمع هنا اليوم لإحياء ذكرى الشخصية الوطنية والثقافية الكبيرة - الشهيد قاسم عبد الأمير عجام، ان أتجاوز المقدمات وادخل في الموضوع متسائلا: الامَ نعود في فقيدنا؟ وماذا نتأمل من جوانب شخصيته؟ وبأيّها نحتفي؟ عارفوه عن كثب، ومتابعو مسيرته الحياتية الناضجة، الممتدة أربعة عقود من السنين ونيف، يحارون ربما في الإجابة على هذه التساؤلات.