اللغة التي انقرضت

ثقافة 2024/01/02
...

 د. نصير جابر

ينتأ  برعم  بكرٍ من لحاء غصن محزّز
بالنتوءات،  يهجعُ   طائر  
راعش  على بيضه المبرقش،
تتهشّم صخرة
بتمهلٍ تحت مجرى هادر..
تتشتّت غيمة وارفة في مهبّ
ريح عاتية..
ينزاح  ظل عن  غرين..
ويفترس ضوء عتمة خاملة.
ينمو التفاح  حتى  يشيخ ،
وعنب الذئب يتسكّر  حتى يسمّر،  
والفطر يتكوّف حتى  يتعفن  
ينضج  البرتقال  حتى ينضح
عصيره  على العشب..
تثمل البلابل من فم التين ..الرائب
تحوم  الصقور على جثة غزال  
نافق.. تنتفخ   وتنفجر عن سرب دود
عاصفة  من ذباب وبعوض
ودبابير تأزّ حول واحة  العطن  الكثيف
تتخاتل القوارض  في دغل   جزّته
وقضمته   أفواه  الخراف  
والأرانب  والخيل
السماء صافية جدا
الماء عذب جدا
الهواء  عليل جدا
الصهيل، الخوار، الهدير،
الفحيح، النباح،  يتكاثف
صدى  في  أرجاء المغاور ويغيب
ينمو زغب  أصفر..
يلتمع حصى  أسود  تحت  مساقط  ضوء
جراء داكنة  تتقافز  خلف
كرة من تبن نسغ ينساب   من خدش  
شقي يتقاطر على خوخة تالفة،
نبع جديد يحفر في الغرين،
تهرب من فم نقار الخشب  جرادة...
الليل  هسيس ونجوم واضحة  لامعة
تخمش الخفافيش  ظلامه..
وتعود  نحو أوجارها الدبقة
لم تكن لحظتئذ  
قدم  تسير باستقامة بعد...
لا لغة.. ولا  فم  يلوك  الضغينة...
كل شيء  يدور حول معنى  
يتعثكل في  عود رمان
النحل.. السنونو... الغربان... اللقالق...
الأرضة  تأكل خرائط التوت  
والسنديان ..
الدخان  ناصع..
التراب  يشكو خصوبته...
الورق المصفر ينشد حياته الجديدة
لا أفكار ، ولا فلاسفة،
ولا  قوانين، ولا رماح
عالم مكتظ  بالفرح ...
بالصراخ ...
بالنشوة ...
بالورد
لكنها مجرّد لحظة ...
لحظة...
ونما حول جرف البحيرة  
شجر السلالات ..
فتغيرت الريح...
وتفرّق  النحل حول  صهارة  
براكين التأويل.