الأزياء التراثيَّة الاذربيجانيَّة.. موضة حديثة

ثقافة 2024/01/04
...

 ليلى ديوان

أسهم انتعاش تجارة الحرير ونمو حقول تربية دودة القز وإنتاج القطن تزايد إنتاج النسيج المعني، بإحياء الأزياء التقليدية والثقافية والروحية للأذربيجانيين، فضلا عن استحداث وتطوير مجموعة من الفنون التطبيقية الزخرفية، وابتكار نهجٍ جديدٍ في نسيج الحياكة والتصميم.
تعد أراضي أذربيجان الحديثة مصدرا رئيسيا للمنسوجات في الشرق الأدنى، وكانت شيروان المنطقة الأساس في إنتاج الحرير.
إذ انتجت المنسوجات المميزة وأقمشة الحرير للنساء مع الحلي والاكسسوار بجمال وبحرفية عالية.
وبحسب مراجع تاريخية وضعت شعوب تلك المنطقة منذ القدم تصميم الأزياء التقليدية بأسلوب يعكس الرجولة والشهامة عند الرجال، والجمال والأنوثة والوقار عند الإناث.. وفي وصفها للأزياء التقليدية الاذربيجانية، أكدت مصممة الأزياء والباحثة في تاريخ الزي الوطني "الآذري  كولنارا خليلوف" على سحر تصاميمها وألوانها المشرقة.
في وقتنا الحاضر هناك اهتمام أكاديمي كبير بالأزياء التقليدية لإنقاذها من عصر التقنيات، فبعد تراجع الاعتماد عليها  لدى بعض المجتمعات، بالرغم من تأثير العولمة والتطور التقني - الرقمي، الا أن شعوب القوقاز تواصل الاهتمام بها لأنها إلى جانب رمزيتها القومية، فهي تحكي الكثير عن التقاليد والعادات الأصيلة لتلك الشعوب.
واضافت خليلوف أن " تصنيع الازياء التقليدية في أذربيجان يدوياً في منازل خاصة، مع مراعاة المواصفات الأساسية والأنماط لتسلط الضوء على  عادات وخصوصية كل منطقة، والتركيز على ملامح اللون واللمسات
الفنية، والاتجاهات الثقافية.
والتصاميم تتكون من عدد لا يحصى وتختلف بحسب المقاطعة.
لكنها  تتوافق في الخطوط الرئيسة، فكل المقاطعات لها تسميات خاصة بأزيائها، كما أن من بعض الألوان المفضلة للنساء، اللون الأحمر الذي يرمز إلى النشاط والحب وطقوس الزواج والأناقة، وكذلك اللون الزهري ومعناه الجمال والأنوثة، وأيضا اللون الوردي الانتعاش واحترام المرأة.
أما نمط الأزياء فيتباين بشكل ملحوظ من منطقة إلى أخرى وفقًا للمناخ والظروف الجغرافية والبيولوجية، والتقاليد والأساطير والخرافات.
وبالنسبة للفرق بين الازياء النسائية والرجالية في أذربيجان، فالنسائية تزخر بالألوان وعادة ما تكون صفراء أو حمراء أو زرقاء اللون، وتكون من القماش المكتنز مع الزخارف أو  القماش المطرز.
أما الأزياء الرجالية، فمعظمها يكون من القماش الحاد وباللونين الأسود والرمادي، من دون أو بقليل من الزخارف .
منذ القرن العشرين، اقتصر ارتداء  الأزياء الوطنية في أذربيجان على  المناطق الريفية  بشكل أكبر، بحسب المصممة كونول من دار الأزياء الوطنية الأذرية، التي أشارت إلى وجود عمل متواصل  لمواجهة تطورات العصر الاجتماعية والتقنية على مكونات الهوية القومية، خشية من اندثار ذلك الإرث الفولكلوري التاريخي العريق، لذلك استحدثت فروعا خاصة في الكثير من  المعاهد لتدريس الحرف اليدوية القومية - مع أن عمر فكرة هذه التخصصات ليس بالحديث - لكن  التدريس أخذ في الآونة الأخيرة طابعا أكثر فعالية، بعد أن تمكن أكاديميون ومختصون من تجميع قاعدة معلومات مناسبة لوضع منهاج أكاديمي متكامل يتضمن حكاية كل زي تقليدي أو نبذة  تاريخية، فضلا عن تفاصيل المهارات اليدوية في حياكته، حيث تم اعتماد المعلومات التي أخذت من كبار السن توارثوها عن أجدادهم حول الآليات التقليدية لحياكة الأزياء،  فضلا عن تفاصيل أخرى وفرتها نماذج تاريخية لأزياء تقليدية موجودة في بعض المتاحف، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في استمرار  احياء  هذا الإرث الثقافي والوطني.
وعن تحول  الأزياء من العصور القديمة إلى الصيحات الحديثة أوضحت كونول أن السبب في تطور فكر المهتمين بالموضة مع تطور التقاليد البصرية والتصاميم والألوان واللمسات الفنية والأقمشة والأنماط والاتجاهات الثقافية.. فالبهجة والأناقة عنصران أساسيان في تلك الأزياء، بدليل أن كثيرا من دور الأزياء العالمية باتت تستقي من الأزياء التقليدية الآذرية أو العربية لأنها ملهمة للغاية، وكذلك الاكسسوار الذي تريده النساء على  الرأس واليدين المصاحبة للزي حيث يظهر جمالية وأصالة.
في الوقت الحاضر تحظى الأزياء التراثية بشكل عام، والتراثية في أذربيجان بشكل خاص بمكانة سواءً على الصعيد الدولي أو من قبل السواح والمهتمين بهذا الشأن.
كما تنتعش سوق الأزياء التقليدية في الأعياد الوطنية واحتفالات العام الجديد وعيد نوروز وفي حفلات ليلة الحناء والزفاف.