المياه الجوفية.. ثروة مخزونة لأيام القحط

العراق 2024/01/04
...

 بغداد: حيدر الجابر

يرى مختصون أن إحدى مزايا الموقع الجغرافي للعراق، هو أنه يشبه أسفل مخروط في الشرق الأوسط، وهو ما يعني أن المياه الجوفية تتسرب داخل الأرض لتستقر تحت وادي الرافدين، لتشكل ثروة هائلة تنتظر استثمارها بالطريقة الأفضل.
ويعاني العراق من انخفاض مستوى الواردات المائية لنهري دجلة والفرات، التي تشكل عصب الحياة فيه، وهو ما أدى إلى انحسار الأراضي الزراعية وازدياد التصحُّر، وارتفاع معدل الهجرة من الريف إلى المدينة.
وتنظر وزارة الموارد المائية بعين الاهتمام إلى هذه الثروة المخزونة في باطن الأرض، وتعمل على تنفيذ خطة تضمن الاستخدام الأمثل والأفضل بعيداً عن الإسراف والتبذير.
وقال المتحدث باسم الوزارة، خالد شمال لـ”الصباح”: إن “العراق يمتلك خزيناً هائلاً من المياه الجوفية موجوداً في كل المحافظات وبنسب وبأعماق وبنوعيات مختلفة”، وأضاف أن “الوزارة تدير هذا الملف عن طريق هيئة المياه الجوفية، ولدينا مختصون معنيون بالجيولوجيا والمياه والبيئة وطبقات الأرض وبقية الاختصاصات الساندة”، مؤكداً أن “المياه الجوفية واعدة وهي خزان مهم للأجيال المقبلة ويتم اللجوء إليها لتعويض النقص في الموارد السطحية» .
وتابع: أن “هيئة المياه الجوفية حفرت العديد من الآبار في السنوات الماضية لغرض توفير المياه العذبة للزراعة وغيرها”، ولفت إلى “أهمية الاستخدام المقنَّن الذي يرتبط بعدم توفر المياه السطحية”، وكشف عن “وضع خطة لاستثمار المياه الجوفية وتعزيزها والحفاظ عليها، ومنها إكمال الخارطة الطوبوغرافية النهائية التي تتضمن كافة التفاصيل» .
وختم شمال بالقول: “تهدف الخطة لتعزيز الإدارة المثلى للمياه الجوفية بما يسمح باستخدام جزء مقنن منها» .
ويعد العراق خامس أكثر دولة متضررة من الاحتباس الحراري، بحسب تقارير للأمم المتحدة، وهو ما دفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، منها زيادة المساحات الخضراء وترشيد استهلاك المياه.
وانتقد الخبير البيئي ثائر يوسف، طرق الإرواء القديمة التي لم تعد تواكب التطور في مجال الزراعة.
وقال يوسف لـ”الصباح”: إن “كل دول العالم تحصل على المياه من مصدرين؛ الأول الإطلاقات المائية والثاني من حصاد مياه الأمطار والفيضانات”، وأضاف “نحن في العراق ليست لدينا أي حسابات أو برنامج لحصاد المياه لذلك نعتمد على الإطلاقات فقط”، محذراً من أن “ما زاد الوضع سوءاً هو أن أغلب عمليات الري تتم بطرق تقليدية قديمة بنظام السيح» .
وأضاف، أن “دول العالم المتطور تقوم بالسقي بالمرشّات والتقطير والأمطار الصناعية وآخرها منظومة (دراگون لاين)، وهي بتطوير المحوريات القديمة بإضافة منظومة تقطير لها”، ودعا إلى “وضع برنامج حصاد المياه والاستفادة منها وتطوير نظم الري والاعتماد على النظام المغلق لتربية الأسماك بدل الأحواض الطينية”، مؤكداً أن “كل ذلك يجعلنا على الطريق الصحيح» .

تحرير: محمد الأنصاري