خبير فرنسي: حسابات الحوثيين رابحة في البحر الأحمر

قضايا عربية ودولية 2024/01/08
...

 برن: وكالات

ذكرت صحيفة «لوتان» السويسرية أنَّ جماعة «أنصار الله» الحوثية اليمنية بتكثيفها هجماتها في البحر الأحمر في الأسابيع الأخيرة، مستهدفة السفن التي تتاجر مع إسرائيل، أرغمت جزءاً من النقل البحري على تجنب قناة السويس، متسائلة: فما الذي كسبته هذه الجماعة من وراء ذلك؟.
وللإجابة عن هذا السؤال، أجرت «لوتان» مقابلة مع عالم الأنثروبولوجيا الفرنسي فرانك ميرمييه، المتخصص في اليمن، ومدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، لتبيين الحسابات من وراء هذه العملية، حيث استطاع الحوثيون من خلال الظهور كمدافعين عن القضية الفلسطينية، تعزيز شرعيتهم.
وأوضح ميرمييه، أن دخول الحوثيين المدوي على الساحة، جاء في سياق دعم القضية الفلسطينية، وهو ما جعل عملهم يحظى بدعم واسع في اليمن حتى خارج مناطق سيطرتهم، وبالتقدير في العالم العربي الذي يدعم الفلسطينيين، وهو ما قد يعطيهم قدراً من النفوذ الإقليمي، خاصة أن مشاركتهم كانت فعّالة إلى حد كبير، بحيث أثّرت في إمدادات الموانئ الإسرائيلية بشكل مباشر.
وأضاف، أن هذا العمل يعكس رغبة الحوثيين في إظهار قوتهم على المستوى الوطني والدولي، وأنهم يمثلون الشرعية في اليمن، كما يوجهون من خلاله رسالة إلى جيرانهم، وخاصة السعودية من أجل رفع سقف المفاوضات معها لكسب بعض التنازلات.
ويواجه التحالف الأميركي معضلة كبيرة - وفق ميرمييه - لأن تدخله عسكرياً في القواعد التي يوجد فيها الحوثيون قد يؤدي إلى تسريع انعدام الأمن في البحر الأحمر وبالتالي تفاقم المشكلة، أما إذا لم يفعلوا شيئاً، فستتعرض التجارة البحرية لمزيد من العوائق، وربما تقرر إسرائيل التدخل بشكل مباشر.
وختم الباحث الفرنسي عند سؤاله عن العلاقة بين الحوثيين وإيران؛ بأن هذه الحركة في بدايتها مرتبطة بمشاعر الإحباط والتهميش الإقليمي والديني، ولها أسباب داخلية لا علاقة لها بإيران، ولكنها عندما استولت على السلطة عام 2014، حصلت على مساعدة فنية ولوجستية من طهران، وإن كان ذلك «لا يعني أنها تخدم مصالح إيران».