برامج {المواهب}.. غاياتٌ تجاريَّةٌ على حساب الذائقة

ثقافة 2024/01/10
...

 بغداد: رشا عباس
 تصوير: نهاد العزاوي

انتقد الكثير من المختصين برامج {المواهب} التي تعرض بين الحين والآخر، ضمن لجنة تحكيم مختارة وفق سياقات تتعلق بعدد المشاهدات والمتابعات، الذي يحظى بها فنان معين بغض النظر عن كونه مختصا، إذ أخذت تلك البرامج طابعا تجاريا وابتعدت عن تقديم المحتوى والمضمون الفني.
صفحة "موسيقى" سلطت الضوء هذه الظاهرة وأخذت آراء بعض الفنانين ذات صلة والتي كانت لهم تجارب سابقة.

معايير غير حقيقية
الفنان احمد نعمة في حديثه قال :" افتقدت تلك البرامج المعايير الحقيقية، لا سيما اختيار لجنة التحكيم، التي بدورها تجعل من المتسابقين يظهرون أقوى الامكانيات ليس من أجل البقاء في البرنامج فحسب، إنما لإيصال موهبتهم أو صوتهم إلى الجمهور، مستذكرا رحلته كعضو لجنة في برنامج  "ركن الهواة"، الذي قدم في الثمانينيات ورفد الساحة العراقية بالأصوات الفنية مثّلت العراق في مختلف الميادين، وحصدت جوائز متعددة ولا تزال أسماؤهم وأغانيهم تردد في محافل محلية وعربية".
وأضاف: الأعضاء سابقا كانوا من التدريسيين والمختصين بالموسيقى، يبحثون عن مواهب حقيقية ومسلحة بالثقافة الموسيقية من صوت ومخارج حروف وشكل تعشقه الشاشة، وكأنما يبحث عن كنز ثمين.
أما في الوقت الحاضر توجد أصوات، لكن تفتقد إلى المكتشف والداعم الحقيقي، إنما بعضها يضيع بين المشاهدات والمتابعين بقبول وتصويت هو من يحصد لقبًا، وتظلم الموهبة الحقيقية وهذا يترك حسرة في قلوبنا، ونحن نشاهد الفن الحقيقي مهمشًا بدوافع غير فنية .

برامج الربح المادي
أما الملحن كريم هميم فيرى أن القنوات، التي بدأت تقدم هذه البرامج وتستدرج الشباب هي مسيسة لتدمير الذائقة الفنية وتشويه الأذن العاشقة للطرب الأصيل، موضحا الجيل السابق لا يتأثر بتلك التغيرات ويبقى الصوت الأصيل، هو من يجذبه وكأنما هو أحد أعضاء لجنة، لكن بعض الشباب هم المستهدفون يستقبلون أي محتوى بدوره يخرجهم من معاناتهم ويخفف ضغوطهم اليومية، مؤكدا كوني فنانا وباحثا بالشأن الموسيقى أجد أن المحاولات فاشلة، كون العراق مقبلًا على موجة كبيرة من الفنانين بمختلف الاختصاصات، وتلك البرامج لا تستطيع أن تغير
مسارهم .
وعن تجربة في برنامج "القيثارة" الذي عرض على قناة العراقية، سئل هميم اذا كان بالإمكان مشاركة ابنته اصيل في البرنامج، رفض لأسباب تتعلق بالفن مشيرا إلى ان ابنته غير مؤهلة لتحكم على موهبة دون معرفتها بالقواعد الأساسية، التي
من المفترض ان يخضع لها المتسابق.
صعوبات وتحديات
المعايير التجارية تعود بالمنفعة المادية
والانتشار أكثر من المعايير الفنية، وهذا ينعكس على المشاركين في هذه البرامج بطريقة
سلبية وإيجابية أحيانا كل حسب حظه، هي برامج تجارية بحتة ويحدث فيها ظلم لكثير من المشاركين بحسب ما يرى الفنان علي السلام
احد المتسابقين في برنامج "عراق ايدول" ‏ بموسمه الثاني، مبينا ما يحدث أمام الشاشة
وخلف الكواليس له تأثير على نفسية المشترك، لكن تبقى الارادة والاصرار هي من تجعله
ينظر إلى هدفه فأنا على سبيل المثال واجهت كثيرا من الصعوبات في بداية مشاركتي، لكنني وضعت جميع العقبات خلف ظهري وكان تركيزي هو الوصول إلى
الفاينل.