حزب الله يستهدف قاعدة {دادو} الصهيونية بالمسيّرات الانقضاضية

قضايا عربية ودولية 2024/01/10
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط

بعد عملية اغتياله للقائد في حزب الله وسام الطويل إثر استهداف سيارته في جنوب لبنان، يمضي الطيران الصهيوني قدماً ليستهدف في طائرة مسيّرة أمس الثلاثاء سيارة على طريق الغندورية ما أدى إلى استشهاد ثلاثة أشخاص، بينما أعلن حزب الله بأنه رداً على اغتيال الطويل استهدف ‏قيادة المنطقة الشمالية لجيش العدو في مدينة صفد ‏المحتلة ‏بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية.
وعلى ما يبدو فإن الجيش الصهيوني بدأ بمنحى أمني موضعي خطير باستهدافه لشخصيات وأهداف محددة بعمليات اغتيال بواسطة الطيران الحربي والمسيّر، عملية استهداف السيارة على طريق الغندورية أمس الثلاثاء والتي تفيد المعلومات بأنها أسفرت حتى كتابة هذا التقرير عن استشهاد ثلاثة أشخاص تسببت بحالة ذعر دبَّت في صفوف تلامذة مدرسة الغندورية الرسمية التي لا تبعد عن مكان استهداف السيارة سوى 300 متر فقط، وقد هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان حيث تمكنت  فرق الدفاع المدني في كشافة الرسالة الإسلامية من انتشال ثلاث جثث.
في السياق، أعلن الإعلام الحربي في حزب الله، في بيان له أنه "في إطار الرد على جريمة اغتيال القائد الكبير الشهيد الشيخ صالح العاروري ‏وإخوانه ‏المجاهدين الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت وجريمة ‏اغتيال القائد الشهيد الأخ ‏المجاهد وسام الطويل (الحاج جواد) قامت المقاومة الإسلامية في ‏لبنان باستهداف ‏مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع لجيش العدو في مدينة صفد ‏المحتلة (قاعدة دادو) ‏بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية"، كما أعلن الإعلام الحربي في الحزب في بيان له استهداف ‏‏‏موقع ‏المالكية بالأسلحة المناسبة، وتمّت إصابته إصابة مباشرة.
هذا وتعرّضت أطراف حولا وميس الجبل وعيترون ووادي السلوقي لقصف (إسرائيلي) متواصل، فيما تفيد المعلومات من حاصبيا، بأنّ الطيران الحربي الإسرائيلي قصف بلدة كفركلا في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، في حين كشفت وسائل إعلام إسرائيليّة، عن "إطلاق صواريخ عدّة من لبنان باتجاه مستوطنتَي يفتاح والمنارة، وإنذار بتسلّل طائرات مسيّرة"، فيما أفادت بأنّ "صفارات الإنذار تدوّي في مستوطنات ديشون، يفتاح، المالكية، راموت نفتالي، أفيفيم، يرؤون، وبرعام في الجليل الأعلى".
وكانت إسرائيل قد أعلنت مسؤوليتها عن مقتل القيادي في "حزب الله" اللبناني، "وسام طويل"، وفق تصريح لوزير خارجيتها "يسرائيل كاتس"، في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية. بتأكيده: "بالنسبة للضربة في جنوب لبنان، فقد تحملنا المسؤولية، وهذا جزء من حربنا". وأضاف "نستهدف عناصر حزب الله والبنية التحتية والأنظمة التي تمكنوا من وضعها لردع إسرائيل". وتابع قائلاً: "نجعل حزب الله يدفع الثمن في هذا الحرب التي نعمل فيها وفق قواعد محددة. لم نضع هدفنا إحباط 150 ألف صاروخ، لقد تمثل هدفنا بإعادة الأمن لسكان الشمال والجنوب ولدولة إسرائيل"، على حد زعمه، وأكد كاتس "في ما يتعلق بالأضرار التي لحقت بجنوب لبنان، فقد تحملنا مسؤولية اغتيال قائد قوة الرضوان. وهذا جزء من الحرب".
إلى ذلك، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، "أننا نعمل على حل دبلوماسي للوضع في الجنوب ربما سيكون تطبيقه مرتبطاً بوقف العدوان على غزة"، وشدد على" أن المطلوب إعادة إحياء اتفاق الهدنة وتطبيقه وإعادة الوضع في الجنوب إلى ما قبل العام 1967، وإعادة مزارع شبعا التي كانت تحت السيادة اللبنانية قبل البدء باحتلالها تدريجياً، والعودة إلى خط الانسحاب السابق بموجب اتفاق الهدنة". وكشف ميقاتي،عن أن مستشار الرئيس الأميركي أموس هوكشتاين سيزور بيروت هذا الأسبوع، "وسنبحث معه في كل هذه المسائل"، ولفت في حديث متلفز إلى أنه "منذ السابع من تشرين الأول ونحن نكرر أننا طلاب استقرار دائم وندعو إلى حل سلمي دائم، ولكن في المقابل تصلنا تحذيرات عبر موفدين دوليين من تدمير وحرب على لبنان. الموقف الذي أكرره لهؤلاء الموفدين هو: هل انتم تدعمون فكرة التدمير؟ وهل ما يحصل في غزة أمر مقبول؟"، وقال: "لقد أبلغنا الجميع استعدادنا للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الأمد في جنوب لبنان وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار 1701".
من جانب آخر، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مقتل 514 جندياً منذ بدء الحرب في الـ7 من تشرين الأول الماضي، بينهم 180 جندياً قُتلوا منذ بدء المعارك البرية في قطاع غزة، في الـ27 من الشهر نفسه، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية.
أما في ما يتعلق بجرحى الجيش الإسرائيلي، فأصيب 1042 جندياً منذ بدء المعارك البرية في القطاع، بينهم 228 إصاباتهم خطرة. ولا يزال هناك 45 جندياً منذ بدء الحرب يتلقون العلاج، وحالاتهم خطرة أيضاً.
وصباح أمس الثلاثاء، أقرّ  جيش الاحتلال بسقوط 4 قتلى جدد في صفوفه، وذلك في المعارك البرية الدائرة مع المقاومة الفلسطينية جنوبي القطاع، وإضافةً إلى القتلى، اعترف "الجيش" الإسرائيلي بوقوع 6 إصابات خطرة، خلال المعارك جنوبي القطاع ووسطه.
وقبل أيام، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أنّه سيتم الاعتراف بنحو 12500 جندي إسرائيلي على أنّهم معوقون، وهذا "في تقدير متحفّظ وحذر جداً".