علي حنون
جماهير كرة القدم في القارّة الصفراء على موعد يوم غد "الجمعة" مع انطلاق منافسات أمم آسيا، تقصّ فيه البطولة شريط مبارياتها، بلقاء يجمع بين منتخب البلد المُضيّف قطر ونظيره المنتخب اللبناني، في نسخة تنتظر الجماهير العراقيَّة مُواجهاتها بشغف كبير للوقوف على الظهور الجديد لمنتخبنا الوطني، الذي يدخل هذه المحطة بهمة عالية وروحية مُغايرة مزدانتين برغبة جماهيرية لتحقيق النتائج الإيجابية بعدما توفّرت للأسود أجواء إعداد جيدة اختتمت بمواجهة تجريبية جمعته قبل أيام بـ(الشمشون) الكوري، وهي مُناسبة وفرت للجهاز الفني صورة مُكتملة الأبعاد بشأن جاهزية كل لاعب، إلى جانب استثمارها كفرصة لاعتماد أساليب أداء جماعية تنسجم مع متطلبات المنافسات القارية.
ورغم تصريحات مُدرب منتخبنا الإسباني كاساس، التي تباينت بصددها آراء المُتابعين، حيث ذهبت بعضها إلى أنها تصريحات احترافية كانت الغاية الأولى منها رفع الضغوطات عن كاهل اللاعبين، فيما وجد نفر آخر من النقاد أنَّ حديث المدرب لم يكن مناسباً، في هذه الفاصلة الزمنية على الأقل، لأنه- بحسب رأيهم- قلل من مكانة منتخبنا الوطني، نقول رغم ذلك التباين في وجهات نظر المُتابعين، إلا أنَّ هناك طرفاً ثالثاً، تلمس من خلال تسويق كاساس لوجهة نظره، وجود مُؤشرات إيجابية في طريقة تعاطي المدرب مع الحدث القاري بحيث أنه أشار ضمناً إلى أنَّ أبواب التفوق يُمكن أن تُفتح بسواعد أسودنا، عندما يُنفذون واجباتهم بحرص وتفان، ويوقنون أنَّ المهمة، التي يتصدون لها تحمل تطلعات ملايين العشاق.
كما أنَّ الجميع صار على دراية بالروحية الوثابة للاعبينا، الذين يتحيّنون كل فرصة لتصدير إصرارهم على الظهور بصورة مُتميزة في نسخة قطر، لأنها تُمثل لهم المنصة الأفضل لتصحيح المسار وإصابة النتائج الإيجابية، وجعلها خير مناسبة لرسم خارطة طريق ناجعة للتصفيات القارية المُؤهلة للمونديال.. ولعل المعنيين والإعلام والجماهير يرون في استحقاق كأس آسيا مهمة استثنائية يُمكن أن نُصيب فيها التطلعات والأمنيات، خاصة أنَّ تشكيلة الأسود تحتضن أفضل الأسماء المُحترفة والمحلية، بحيث أننا ولأول مرة منذ عقود نجد أنَّ قائمتنا فيها الأساسي والبديل بذات جودة الأداء، وهذا الأمر لم يأت من فراغ وإنما تأسس على فلسفة تخطيط جديدة اعتمدت في حساباتها تفاصيل دقيقة من شأنها قيادة كرتنا الوطنية إلى ضفة النجاح. وما يُراودنا من أمر مع حضورنا، كأس الأمم القارية، التي تُضيّفها قطر من الثاني عشر من شهر كانون الثاني الحالي ولغاية العاشر من شهر شباط المقبل، هو أن نقف على النتائج الإيجابية الأولية لعملية الإعداد والتأهب، التي اجتمعت أغلب الآراء على مناسبتها للاستحقاق، إلى جانب كفاءة الأسماء، التي ذهب بها كاساس لمُقارعة منتخبات القارة الصفراء، من خلال إصابة الظفر في مبارياتنا الثلاث في المحطة الأولى، والتي ستجمع منتخبنا بمنتخبات إندونيسيا واليابان وفيتنام، وهي لقاءات إمكانية التفوق فيها ولاسيما على إندونيسيا وفيتنام قائمة وفرص التأهل، من خلالها، إلى المحطة الثانية كبيرة ومُتاحة في حال تَميّز عطاؤنا وأدّينا بأسلوب مناسب، ويقيناً إننا على ثقة كبيرة بأنَّ نجومنا لن يخذلونا خاصة أنَّ حجم الدعم المقدم لهم كبير واستثنائي، وبالتالي فإنَّ إشارات التفوق المُرتقب واضحة وتبقى العزيمة والإصرار، مع جودة الأداء والالتزام بالتوجيهات الفنية، هي من ستقود منتخبنا الوطني إلى التوفيق والفلاح.