الدوحة: أ ف ب
تنطلق يوم غد الجمعة فعاليات بطولة كأس آسيا 2023 في قطر، بمواجهة أصحاب الدار أمام لبنان، سعياً من العنابي إلى مصالحة جماهيره الحزينة والدخول إلى المسابقة بشخصية البطل، لاسيما أنه حامل لقب النسخة الماضية.
وقد تُمثل العودة إلى المدرسة الإسبانية خلال كأس آسيا الحالية، فأل خير وترياقاً يداوي به المنتخب القطري آلام خروجه المخيّب من كأس العالم التي استضافها على أرضه قبل نحو عام.
لكن تلك العودة التي تمثلت بتعيين الإسباني “تينتين” ماركيز لوبيز، لم تأت في ظروف مثالية، إذ تعيّن على مدرب الوكرة السابق قيادة العنابي للدفاع عن لقبه قبل شهر واحد من البطولة التي ظفر بها عام 2019 للمرة الوحيدة في تاريخه، بعد فوزه على اليابان القوية 3-1 في النهائي ومسيرة استثنائية تحت قيادة المدرب السابق الإسباني فيليكس سانشيس.
يقرّ لوبيز بأن الوقت قصير جداً، لكنه يأمل أن يثق اللاعبون بطريقته وأسلوبه “إذا كنا يداً واحدة سنتساعد» .
ويضيف “هذا هو الوضع الآن، بالتأكيد الوقت قصير، وفي كرة القدم، الضغوط موجودة بشكل دائم، لكن الأمر يعتمد على الضغط الذي تضعه على اللاعبين. الأهم ، برأيي، بالنسبة للاعبين، هو أن يستمتعوا بالمباريات» .
ويتابع “في قطر، ليس لدينا العديد من اللاعبين، ويتواجد الآن 80 بالمئة من لاعبي المنتخب الذين خاضوا كأس العالم. أنا أثق بالجميع، وسنقدّم أفضل ما لدينا « .
ويشير لوبيز إلى أنه يعرف كل اللاعبين، “أنا مدرب في في الدوري القطري منذ ست سنوات، أثق بأفكاري وأعرف عقليتي» .
لكن لوبيز يقر بصعوبة المهمة “نحن الأبطال، هي مسؤولية كبيرة، فالبطولة صعبة والمنتخبات قوية» .
واستهل لوبيز مشواره مع العنابي بفوز ودي على كمبوديا في الدوحة بثلاثية نظيفة، قبل أن يخسر أمام الأردن 1-2 في الدوحة.
ويقصّ العنابي شريط البطولة أمام لبنان غداً الجمعة في ستاد لوسيل مضيف الافتتاح والنهائي، ضمن مجموعة أولى تضمّ أيضاً الصين وطاجيكستان.
ويعول منتخب قطر على نجوم يأتي في مقدمتهم أكرم عفيف أفضل لاعب في آسيا 2019، المدافع خوخي بو علام، والمعز علي أفضل لاعب وهداف النسخة السابقة من كأس آسيا بتسعة أهداف. يطمح الأخير إلى تحطيم رقم الإيراني علي دائي، الهداف التاريخي للنهائيات برصيد 14 هدفاً.
وفي استضافتين سابقتين، ودَّع العنابي نسخة 1988 من الدور الأول، بينما خرج أمام المنتخب الياباني من ربع نهائي 2011، كما تعرض إلى الخسارة الأقسى “تاريخياً” في أولى مشاركاته في المعترك القاري، أمام المنتخب الكويتي برباعية نظيفة في نسخة 1980 التي توّج “الأزرق” بلقبها.
في الجانب الآخر يخوض منتخب لبنان لكرة القدم مشواره الثالث في كأس آسيا آملاً في التأهل للمرة الأولى إلى الأدوار الإقصائية على ملاعب قطر المونديالية، بينما يعاني واقعاً صعباً إثر هزّات اجتماعية عرفتها البلاد في السنوات الأخيرة.
كان منتخب “الأرز” قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الأدوار الإقصائية في نسخة 2019 في الإمارات، إلا أنه تخلّف بفارق بطاقة صفراء واحدة عن فيتنام.
كانت المشاركة الأولى من خلال التصفيات والثانية بعد استضافة نسخة 2000. بيد أن خريف 2019 شهد اندلاع انتفاضة شعبية إزاء الوضع الاقتصادي، بعد انهيار القطاعات المعيشية والمصرفية فتأثر القطاع الرياضي وبالتالي كرة القدم.
ووضعت القرعة لبنان طرفاً في المباراة الافتتاحية على ملعب لوسيل المونديالي، في مواجهة المنتخب المضيف ضمن مجموعة أولى تضمّ أيضاً الصين وطاجيكستان. وكانت آخر مبارياته التحضيرية خسارته أمام السعودية
0 - 1 في الدوحة.
وبين النسختين القاريتين، بدأ لبنان التصفيات المزدوجة عام 2019 مع المدرب الروماني ليفيو تشوبوتاريو الذي رحل بعد جائحة كورونا ليتولى المحلي جمال طه المهمة. وإثر تأهل لبنان إلى الدور النهائي وتالياً النهائيات القارية بعد انسحاب منتخب كوريا الشمالية، أسندت مهمة التصفيات المونديالية إلى التشيكي إيفان هاشيك الذي رحل بعد ختامها ليحل الصربي ألكسندر إيليتش بدلاً منه.
وإثر نتائج متواضعة الصيف الفائت، أقيل إيليتش واستبدل بالكرواتي نيكولا يورتشيفيتش الذي لم يكمل الشهرين إثر تعادلين في افتتاح التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى مونديال 2026 وكأس آسيا 2027، مع فلسطين 0-0 وبنغلادش 1-1، ليجري الاتحاد تغييراً جديداً قضى بإعادة المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش.
وسيشرف “رادو” على منتخب لبنان في كأس آسيا للمرة الثانية توالياً، بأمل أن يعيد التوازن للفريق مع الإصرار على أن “النتائج لا تأتي بين ليلةٍ وضحاها، بل هي نِتاج عمل” وفق ما أفاد خلال تقديمه.
يعي رادولوفيتش أنه ليس مطالباً بتحقيق النتائج الكبيرة في كأس آسيا، إذ يرى الكثيرون أن الفريق هو “الحلقة الأضعف” في المجموعة.
ويملك رادولوفيتش الذي قاد منتخب بلاده في تصفيات كأس أوروبا إلى المركز الثالث في مجموعته خلف المجر وصربيا، فكرة كبيرة عن المنتخب اللبناني بعدما أشرف عليه لأربع سنوات بين 2015 و2019، محققاً نتائج جيّدة، ساعدته على الارتقاء إلى المركز الـ77 الأفضل في تاريخه في تصنيف فيفا عام 2018 فيما أضحى ترتيبه 107 حالياً.
واستدعى المدرب تشكيلة غالبية عناصرها من الحرس القديم، مثل حارس الفيصلي الأردني مهدي خليل ومدافعي العهد نور منصور والنجمة قاسم الزين والشقيقين جورج ملكي وروبرت ملكي، ولاعب الوسط المخضرم محمد حيدر ولاعب بانكوك يونايتد التايلاندي باسل جرادي إلى القائد المخضرم حسن
معتوق.