مآب عامر
من أقصى زاوية الغرفة
صرخاتٍ مكتومة
أسمعها تتكاثف من خلف مكتبة
كومة عثّ.. أتربة
كل ليلة توقظني.. ترهقني
فأبحث
عمّا يسكتها
لا تنتمي إلي
هي أبعد بكثير عن زوايا
تألقت بهدوئها ولمعانها
لا تطالها عيوني
هذه التي سحبت أسفلها
الأحلام المحطمة كلها
كالحطب تقتات مفجوعة
وعندها يخمد أنينها.
كومة عثّ تهوى العزلة
تهاب قطعة قماش مبتلة تغير نظراتنا
إلى حياة بلا حطام.
يتملكني السأم.. الضجر
فالنور أكثر ظلمة من زاوية الغرفة
يتملكني صداع يشقّ جدرانها
أتنفس بعمق
لأبعد الأنين
وأحصل على ابتسامة.
الابتسامة تعصر ندوبا جمعناها
ولم ندعها تتبخر قبل الأمطار،
لم نرها تُغسل
ما أزال أسمعها، وهي تمضغ وجباتها الدسمة..
تتأكد من قدرتي على سماعها
أخيرا هي تنمو بداخلي أكبر من نموها خلف المكتبة.