إشكالية متجددة

الرياضة 2024/01/16
...

خالد جاسم

* بكل تأكيد لابد من وجود خلافات واختلافات في الرؤى والتصورات حول العديد من الملفات والقضايا الرياضية ,بين وزارة الشباب والرياضة من جهة والمؤسسات الرياضية الأخرى مثل اللجنة الأولمبية العراقية واللجنة البارالمبية من جهة ثانية، ومثل هذا التباين أكاد أجزم أنه أمر طبيعي في العمل إذا استند على نيات سليمة وتجرَّد من أهداف أو غايات معينة ومن ثم فإن الاحتكام إلى الحوار الصريح والمباشر وتجسير هوَّة الاختلافات أمر كفيل بتعبيد الطريق نحو النجاح ووضع العلاقة بين تلك الأطراف في إطارها الصحيح .
ولعل من بين الاختلافات التي برزت في سطح العلاقة بين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية على سبيل المثال وليس الحصر موضوعة المنشآت والقاعات الرياضية وطريقة إدارتها حيث أن البنى التحتية الرياضية على اختلاف مسمّياتها هي لخدمة الرياضة أولاً وأخيراً كما شيّدت وتأسست من المال العام للدولة التي تغذّي شرايين دورة حياة العمل في الوزارة والأولمبية والجهات الرياضية الأخرى , ومن ثم فإن الملاعب والقاعات والمنشآت الرياضية المختلفة هي ليست حكراً لجهة بل هي ملك صرف للرياضة والرياضيين لكن تبقى قضية الإدارة والتنظيم الخاص بتلك المنشآت هي مربط الفرس كما يقولون , وهو أمر أمكن معالجته بطريقة تقترب من العملية بعد أن منحت الوزارة الاتحادات المركزية مرونة في إشغال  تلك المنشآت سواء المنجز منها أو ما هو في طريق الإنجاز مع اضطلاعها بدورها الرقابي والتنفيذي  في صيانة هذه المنشآت ورصد الملاكات الفنية المتخصصة في إدامتها , لكن يبقى حق الاتحادات المركزية حاضراً ومكفولاً في التصرّف المباشر بهذه المنشآت وهي آلية تؤمن بها الوزارة والسيد الوزير شخصياً من خلال القناعة الكاملة بأن اللجنة الأولمبية هي الجهة المسؤولة عن صناعة الإنجاز الرياضي الذي لن يتحقق من دون توفر البنى الارتكازية التي هي من واجب الوزارة , مع أهمية منح الاتحادات الرياضية المركزية هامشاً منطقياً في إدارة المنشآت الرياضية الخاصة بها إذا لم تستطع الجهة المعنية إدارتها وهو أمر في الإمكان معالجته من خلال التنسيق والتعاون بين الوزارة واللجنة الأولمبية والمؤسسات الرياضية المعنية الأخرى في هذا الملف كما هي الضرورة التي تحتِّم إدامة التعاون وتنظيم العلاقة بين المؤسستين وفق آلية تضمن المصلحة الرياضية العليا أولاً وتجسَّد الشراكة الحقيقية ورفقة العمر الأثيرة بينهما ثانياً لأن صيغة العمل التخادمي بين الأطراف الرياضية تبقى صيغة واقعية لابد من إدامتها بطريقة تضمن سلامة الرياضة والرياضيين ونجاحهم وهي غاية نبيلة يسعى إليها الجميع .