العراق يُدين قصف أربيل ويعدُّه انتهاكاً للسيادة

الأولى 2024/01/17
...

   بغداد: محمد الأنصاري

      السليمانية: سندس عبد الوهاب


أدان العراق على أعلى المستويات أمس الثلاثاء، القصف الإيراني الذي استهدف مدينة أربيل وذهب ضحيته عدد من المدنيين، وبينما استدعت وزارة الخارجيَّة القائم بأعمال السفارة الإيرانيَّة في بغداد وسلّمته مذكرة احتجاج، أوضحت مستشارية الأمن القومي أنَّ المستهدفين مدنيون ولا صحة لوجود خلية "موساد" في المنطقة المستهدفة.

وقال رئيس الجمهورية، عبد اللطيف جمال رشيد، في تغريدة على موقع" :(X) نُدين بشدة القصف الذي استهدف مدينة أربيل ويُعد انتهاكاً للسيادة العراقية ويعمل على تقويض الأمن والاستقرار في البلد".

وأضاف أنَّ "حسم المسائل يكون عبر الحوار البنّاء المشترك لا من خلال الهجمات العسكرية التي تهدد استقرار العراق بل وكل المنطقة التي تشهد توترات ينبغي العمل على خفضها".

كما قرر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تشكيل لجنة للتحقيق في الهجوم، برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي الذي توجه على الفور إلى أربيل ووقف ميدانياً على معطيات الاعتداء الإيراني.

وقال الأعرجي، في حديث من أربيل: إنَّ "اللجنة بعد وصولها إلى مدينة أربيل، تبيّن لها أنَّ المنزل الذي تم قصفه يعود لرجل أعمال مدني"، مشدداً على أنَّ "الادعاءات التي تتحدث عن استهداف مقر للموساد الإسرائيلي غير صحيحة".

وتبنى الحرس الثوري الإيراني، ليل أمس الأول الاثنين، هجوماً بصواريخ باليستية وطائرات مسيرّة طال مواقع عدة في محافظة أربيل، قال إنها تعود "لإرهابيين وموساد" لهم علاقة بالهجوم الانتحاري في "كرمان".

وأعلن جهاز مكافحة إرهاب إقليم كردستان، إسقاط ثلاث طائرات مسيرة مفخخة حاولت استهداف مطار أربيل الدولي فجر أمس الثلاثاء.

بدورها، قالت وزارة الخارجية في بيان: إنَّ "حكومة جمهورية العراق تعرب عن استنكارها الشديد وإدانتها للعدوان الإيراني على مدينة أربيل المتمثل بقصف أماكن سكنية آمنة بصواريخ باليستية ما أدى إلى وقوع ضحايا بين المدنيين"، وذكرت أنَّ "الحكومة ستتخذ جميع الإجراءات القانونية تجاهه ومن ضمنها تقديم شكوى إلى مجلس الأمن"، واستدعت الوزارة القائم بالأعمال الإيراني في بغداد وسلمته مذكرة احتجاج وإدانة للاعتداء في أربيل.

وأدانت رئاسة مجلس النواب جريمة الاعتداء على أربيل، وطالبت الحكومة الاتحادية والقائد العام للقوات المسلحة بالتدخل الفوري لإيقاف هذه التطاولات من الخارج وحماية السيادة الوطنية، ومنع تكرار هذه التجاوزات من دول الجوار.

كما أصدرت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي" بياناً، أدانت فيه الهجوم الإيراني على مواقع في أربيل، والذي أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين، مشددة على ضرورة وقف الهجمات التي تنتهك سيادة العراق وسلامة أراضيه من قبل أي جانب.

من جانبه، قال زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، في بيان: إنَّ "أربيل تعرضت منذ عام 2020 لعشرات الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة غير المبررة من قبل الحرس الثوري الإيراني والقوات المتحالفة معه"، مبيناً أنَّ الهجمات الأخيرة "تمثل ظلماً واضحاً بحق الشعب الكردي".

وذكر أنَّ مرتكبي هذه الجرائم ومن يقفون وراء الهجمات على أربيل "يعلمون جيداً أنَّ افتراءاتهم وأعذارهم وادعاءاتهم لا أساس لها".

ونظم المئات من المواطنين في مدينة أربيل، وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة للتنديد استنكاراً للهجوم والقصف العنيف الذي تعرضت له المدينة، ودعوا عبر "الصباح" الحكومة الاتحادية لاتخاذ إجراءات واضحة وفورية لمواجهة الاعتداء على العراق بشكل عام وعدم التزام الصمت تجاه ما يحدث من انتهاكات.