القاهرة: إسراء خليفة
شارك عدد من الشعراء العراقيين بأمسية بعنوان “فلسطين في عيون الشعراء العرب” في مبنى المجلس الأعلى للثقافة المصريّة، وبحضور عدد من الشعراء العرب من فلسطين والجزائر وسوريا. أدار الأمسية التي نظمتها لجنة الشعر بالمجلس الشاعر أحمد عنتر مصطفى الذي بدأها بقراءة أبيات من قصائد محمود درويش وتناول مكانة فلسطين، وغزة بالتحديد في قلوب وعقول الشعراء العرب، وذكر أن موعد طوفان الأقصى في 7/ اكتوبر يدل على مدى ترابط الشعوب العربية، حيث يمثل هذا التاريخ رمزاً كبيراً لمصر والعرب، وهو حرب اكتوبر الذي انتصر به العرب على الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت أول من ألقى الشعر هي الفلسطينية ابتسام أبو سعدة التي قالت إن “وجع غزة يسكن في قلبي منذ بدء الحرب، وأنا أعيش وأتابع كل ما يحدث في بلدي، فصور النساء لا تفارقني أبدا”. وانشدت قصيدتها، وهي تقول في بعض منها: (تِلْكَ الصُّوَرُ الّتِي نَسجتُهَا فِي خَيَالِي/ لَا تَمُرُّ إلَيْك/ ثَمَّةَ حَاجِزٌ كَبِيرٌ يَصُدُّهَا/ بحَّةُ صَوْتِهَا مَثَلًا../ غَمْزَةُ عَيْنَيْهَا البَاسِمَة/ جُورِيَّاتُهَا الّتِي لَا تَتَفتَّحُ إلَّا بِهَمْسِك/ مَا زَالَ قَلْبُكَ يَنْبِضُ: هِيَ../ وَقَلْبُكَ يَنْبِضُ بَيْنَ أضْلُعِي/ وَأنَا.. أمَشِّطُ قَصَائِدِي التَّائِبَةَ عَنِ العِشْقِ).
وشارك الشاعر العراقي جمال الكناني في الأمسية، قائلاً إن “فلسطين هي أول الرسالات الإنسانيّة، وهي أولى القبلتين وثاني الحرمين، وقضيتنا الكبرى”. وقرأ قصيدته التي بعنوان “طوفان الأقصى”. بعد ذلك جاء دور الشاعرة الجزائرية فتيحة عبد الرحمن التي عبرت في بداية حديثها عن الألم الذي يعتصر داخلها، وداخل كل أم عربيّة على فقدان الأحبة في غزة، خاصة عند رؤية الأطفال الذين يسقطون ضحايا كل يوم، وقالت في قصيدتها التي عنوانها “هنا الشام”: (شَقِيقَ الرُّوحِ/ هَلْ تَذْكُرْ؟/ هُنَا كَانَتْ حَكَايَانَا/ كغصنٍ يانعٍ أزهرْ/ أمانُ اللهِ/ يحضنُنا وَعِشْقُ الشَّامِ يَجْمَعُنَا/ وَحُبُّ الْأَرْضِ يُغْنِينَا/ جنينا مِنْ شَهِيِّ الزَّرْعِ/ مَا طَابَتْ عَطَايَاها لَهَونا فِي حُقُولِ الخيرِ تحتَ الشّمس/ والمطرِ قطفْنا مِنْ غُصُونِ الله زَيْتُوناً وَرُمَّاناً).
من جانبه، قال الشاعر العراقي عباس شكر الذي شارك بالأمسية، إنّه “برغم الألم والوجع الذي أمر به هذه الأيام بسبب ظروفي الصحيَّة، لكنني أصريت على المشاركة في هذه الأمسية التي نعبر بها من خلال قصائدنا عن حال غزة وأهلها، علّنا نقدم جزءاً بسيطاً من وفائنا لأهلنا في فلسطين”. وتابع: أن قصيدتي هذه كتبتها مرتجلا بالأمس وهي بعنوان “رجب المقاومة”: (تراسلني الأعوامُ بالخير في رجبْ/ وأقرأُ ما شاءتْ وشاءَ بمن كتَـبْ/ وآملُ في نصرِ المقاومِ بينما/ يبوءُ عدوِّ الناس بالخزي والعطبْ/ وأعجبُ مرَّ العمرُ مثلَ سحابةٍ/ فترسلُ بالماءِ المرجّى وبالجدَبْ/ وترسلُ أحياناً رصاصاً وغضبةً/ وتجعلُ وجهَ الأرض عرشاً لمن غضَبْهنيئاً/ وكم شهرٍ تولّـى فأينعتْ/ غصونٌ .. وكم شهرٍ سيأتيكَ بالعجَـبْ/ لأطفالنا كالطيرِ تعلو بغزّةٍ/ جناحانِ من درٍّ وثوبانِ من ذهَبْ/ مقاومةُ الأقصى طويلٌ عتابُـها/ فليس يواسيها طويلٌ من العتَـبْ).كما وشارك الشاعر العراقي المقيم بالقاهرة عذاب الركابي وقال: أنا أعيش هنا والوجع على غزة كبير وجئت من الاسكندرية لأشارك في هذه الأمسية وألقي قصيدتي التي بعنوان “سلالة الموت والنسيان”: ( مَنْ نحنُ ..؟/ وهمٌ يقاتلُ وهمًا/ ليسَ من جنسهِ/ وما تعكسهُ المرآهْ/ الآخرُ الصديقُ ليسَ الآخرُ/ والـ “أنا” الشموخ/ ليسَ أناهْ/ ووقتنا يهربُ من بطءِ وقتهِ/ وحزنُنا ضاقَ في حزنهِ/ والفرحُ لا اسمَ، ولا موعدَ لهُ/ نحنُ الباحثينَ عن اسمٍ لنا/ لا صوتَ .. ولا صدى/ موتنا يبحثُ عن اسمٍ آخرَ لموتهِ/ وحياتنا تبحثُ عن الحياةْ./ واللامبالاةْ).
كما ألقى عدد من الشعراء قصائد تعبر عن الوجع لما يحدث لغزة، وهما كل من الشاعر السوري عبد القادر الحصني، والشاعر الأردني محمود مفلح، والشاعر اليمني جبر بعداني.