عن كاساس ودانيلو

الرياضة 2024/01/18
...

بلال زكي

لم أكن متواجداً في المؤتمر الصحفي الذي أعقب لقاء منتخبنا الوطني أمام نظيره الإندونيسي، ولكني كنت على مقربة من القاعة التي احتضنت ذلك المؤتمر الذي ما إن انتهى حتى سمعت بصورة مباشرة عن طريق بعض الزملاء ممن حضروا المؤتمر تفاصيل كل سؤال تم طرحه، سواء على المدرب كاساس أو أمير العماري أفضل لاعبينا في مواجهة الافتتاح.
سؤالان من عديد الأسئلة التي نقلت لي توقعت أن يتسببا بمشكلات جمة للمنتخب الوطني، ولم تمر سوى ساعات قليلة حتى صدق توقعي بعد نشر أخبار عن طلب اللاعب دانيلو السعيد وزميله منتظر ماجد سحب جوازيهما ومغادرة بعثة المنتخب، تمت حلحلة الأمور بنجاح مع ماجد، لكن قضية دانيلو تفاعلت ولم يكتب للمحاولات التي بذلت من قبل اتحاد الكرة النجاح لأسباب مختلفة ومتشعبة.
شخصياً أقر بأنَّ تصرف اللاعب بالانسحاب من البعثة خاطئ، ومن أوقع اللاعب في هذا المطب هو من نقل فيديو المؤتمر الصحفي للاعب نفسه، كما أقر أيضاً بأن المدرب أخطأ أيضاً لأن جوابه كانت فيه نبرة استفزاز واضحة للاعب دانيلو، ولكن ينبغي علينا أن نعترف بأننا من ساعدنا بخروج كاساس عن النص من خلال طرح أسئلة غير واقعية ما أنزل الله بها من سلطان.
أسئلة عديدة، طُرحت سابقاً وستُطرح مستقبلاً، منها (وهو محدود طبعاً) ما يلامس المهنية ويهدف إلى مصلحة وطنية خالصة، ومنها أيضاً (وهو الأعم الغالب طبعاً) ما جانب الصواب، ما يوضح أنَّ هناك تفاوتاً واضحاً في المستوى الفكري والمهني لزملائنا، ولأن المشاركة خارجية وتعنى بأهم بطولة قارية ينبغي على مؤسساتنا (الصحفية والرياضية) العمل في القريب العاجل على تشذيب مثل هكذا حالات عبر تبني حملات مشتركة وتنظيم ورش عمل مكثفة هدفها رفع كفاءة الصحفي والإعلامي وتطوير مهاراته أثناء التعاطي مع أي حدث تشارك به منتخباتنا الوطنية.
ما اتحدث عنه ليس وليد اليوم فقط، بل هو نتاج تجارب شخصية لمستها عن قرب أثناء مشاركتي بتغطية العديد من الاستحقاقات الخارجية وحتى الداخلية لمنتخباتنا الوطنية بجميع فئاتها وعلى مدار أكثر 10 سنوات، وما حفزنا للإشارة والتنبيه إلى ضرورة وجود معالجات عاجلة لرفع كفاءة الصحفي هو ادراكنا بأن الأمور على وشك الخروج عن السيطرة في ظل ما نشاهده حالياً من وضع مأساوي وانقسام واضح، إذ أنَّ بعض المحسوبين ظلماً وللأسف الشديد على الإعلام الرياضي بات يجهر علناً ودون أي حياء بامنياته خسارتنا أمام اليابان وبعدها أمام فيتنام للخروج بوفاض خالٍ من نهائيات آسيا لا لشيء سوى اثبات أن المدرب مقصر على أمل إقالته باقرب فرصة ممكنة!.