المُواجهة الكبرى

الرياضة 2024/01/18
...

علي حنون

غداً «الجمعة» لن يكون يوماً كروياً عادياً، بل سيكون محطة هي الأبرز لمنتخبنا الوطني لكرة القدم، تحت قيادة المدرب خيسوس كاساس لأنه في هذه المحطة سنلتقي - ضمن مواجهات أمم آسيا، التي تتواصل في قطر - بمنتخب يُصنّف على أنه الأفضل في القارة الصفراء والمُرشح الساخن لخطف لقب النسخة الحالية، مُقابلة الغد ستكون فيها كل أسلحة أسود الرافدين مُتاحة أمام الإسباني وعليه أن يستثمرها خير استثمار ويُناور بها أمام (الساموراي)، الذي يضم في صفوفه وجوهاً محترفة هي الأبرز في القارة، والذين يتواجدون مع عناوين أندية القارة العجوز..ولأننا نثق بقدرات لاعبينا وبحنكة الجهاز الفني، الذي فضّل الاحتفاظ ببعض أسلحته أمام إندونيسيا في المباراة الأولى على طريق بطولة آسيا، فان الخشية لن تكون حاضرة بكامل ثقلها، ذلك أنَّ الاعتقاد بإمكانات لاعبينا تبقى مُستمرة لأنهم يُمثلون توليفة يُحركها شغف كبير لتحقيق التفوق.
ولعل ايماننا وثقتنا بأسودنا تبقى قائمة نظير استهلال حضورهم القاري بصورة واضحة عبر انتصار عريض حققوه على المنتخب الإندونيسي قوامه ثلاثة أهداف لهدف، إلى جانب نجاحهم في تقديم وصلات أداء ناجحة، ومع اعترافنا بوجود ثغرات لاسيما في قلب الدفاع، إلا أن هذا الأمر يبقى رهين إجراءات كاساس، الذي دخل المباراة الأولى بتشكيلة منطقية تنسجم بفاعليتها مع إيقاع مقابلة اندونيسيا، لأنه يعي أنَّ الفاصلة الأهم تتعلق بمباراة يوم غد أمام اليابان، كما أنه احتفظ ببعض أدواته لمواجهة (الساموراي)..فضلاً عن أنه (أي المدرب) يقف على دراية مفادها إمكانية استثمار قدرات بشار ومهند علي بصورة مُثلى في حال أشرك كلاً منهما في شوط واحد ليكون عطاؤهما أفضل مع ضمانه لورقة علي الحمادي كسلاح مُتاح، متى تطلب الأمر. نعتقد أن توزيع قدرات الثالوث المذكور (ميمي والحمادي وحسين) على مدار وقت المباراة في المحطات القادمة، وخاصة في محطة اليابان، فيه عديد الايجابيات، ذلك أن زج اثنين منهما في مقابلة واحدة وطوال دقائقها سَيُسهم في انخفاض مُؤشر أدائهما مع توالي دقائق المباراة ولن يكونا ذا فائدة فنية، وهي حقيقة وقف عليها الجهاز الفني في المناسبات الماضية واعتمد فيها على مراقبة دقيقة لجودة أداء الوجوه المذكورة..إن الذي يعنينا في مواجهة المنتخب الياباني هو استثمار جهد كل لاعب وفق أسلوب عطاء يُساير إمكانات لاعبي المنتخب الياباني، الذي هو الآخر ينظر الى مقابلة منتخبنا بصورة مُغايرة ويضع لها الحسابات الخاصة، التي تُعينه في تجاوز حاجز هذه المواجهة.
إذن نُجدد الدعوة ونحن نقف على عتبة المواجهة الكبرى، التي يكون طرفاها الأسود والساموراي، ومع إيماننا المطلق بإصرار وعزيمة لاعبينا على إثبات الكفاءة في مقابلة تُمثل نهائياً مبكراً للمنافسات القارية، نُجدد الدعوة لأسرة منتخبنا لان تُؤدي المقابلة بطريقة مُتوازنة وأن لا يتسرع لاعبونا في أدائهم وأن يركنوا الى توزيع جهدهم البدني على دقائق المباراة، لأنهم في حال تدنى عطاؤهم في فاصلة زمنية، فان المنتخب الياباني سيقسوا عليهم بالنتيجة، وهذا الأمر لا نريده ولا يسمح لاعبونا به، والمطلوب احترام رغبة التفوق لدى الفريق الياباني والتعاطي معها بثقة والأداء بكيفية تُمكننا من الدفاع وتعطينا فسحة هجومية وتمنحنا التمكن من وسط الميدان، وهي الطريقة، التي ستجعل كفة أسودنا أرجح إن شاء الله.