شركات النفط تضع «التكاليف الإضافيَّة» فوق صحة العراقيين

الأولى 2024/01/18
...

 بغداد: رلى واثق

يقدِّر خبراء فنيون حجم الغاز المحترق المنبعث من حقول البصرة النفطيَّة بملايين الأطنان من مكافئ ثاني أوكسيد الكاربون ما حوّل سماء المدينة الكبيرة إلى أكبر مكبّ للغازات السامة في العالم.
وكشف رئيس مهندسين أقدم في شركة نفط الشمال رائد العبيدي عن أنَّ البصرة وحدها تحرق غازاً أكثر من السعودية والصين والهند وكندا.
وقال العبيدي، لـ"الصباح" إنَّ "العراق يحتل المرتبة الثانية في حرق الغاز، بمجموع انبعاثات من حرق الغاز في العام 2021 نحو 38 مليون طن من مكافئ ثاني أوكسيد الكاربون".
وأضاف أنَّ "كثافة الحرق في مرحلة الإنتاج تصل إلى ما يقارب 26 كيلو غراماً من ثاني أوكسيد الكاربون لكل برميل من المكافئ النفطي، أي إنها تمثل ثلاثة أضعاف روسيا"، مبيناً أنَّ "إنتاج العراق من الغاز وصل إلى 9.4 مليار متر مكعب في العام 2022 مقابل 9.1 مليار متر مكعب في العام 2021".
وذكر أنَّ "أبرز ما يعرقل استثمار الغاز وإنهاء حرقه هي قيود البنى التحتية التي تعتمد على الحلول التقنية المتوفرة لوقف حرق الغاز، بمعنى التكاليف الإضافية بالنسبة للمشغلين، بالإضافة إلى الاستثمارات الكبيرة وطول مدة الاسترداد بسبب شبكات نقل الغاز التي تكون وسيلة لطلب المزيد من الاستثمارات من المشغلين لاستخدام الغاز، فضلاً عن عقبات دخول الأسواق، وضعف الأطر التنظيمية أو الأحكام التعاقدية الملزمة".
وأوضح أنَّ "العراق إلى جانب ست دول أخرى الأكثر حرقاً للغاز في العالم لتسع سنوات متواصلة وهي روسيا وإيران والولايات المتحدة الأميركية والجزائر وفنزويلا ونيجيريا، حيث تنتج هذه الدول مجتمعة 40 % من النفط العالمي سنوياً ولكنها تمثل تقريباً 65 % من عمليات حرق الغاز في العالم".
وأكد أنَّ "كمية الغاز الطبيعي المحترق لصناعة النفط والغاز على الصعيد العالمي في العام 2021 وفقاً للبنك الدولي بلغت نحو 144 مليار متر مكعب والتي يمكن من خلالها توليد 1800 تيرا واط/ ساعة وهو ما يعادل ثاني استهلاك قارة أوروبا من الطاقة الكهربائية، بينما انخفض معدل حرق الغاز في العام 2022 إلى نحو 139 مليار متر مكعب".
وتابع رئيس المهندسين الأقدم أنه "بحسب تقرير الأمم المتحدة عن الطاقات البديلة، فإنه يجب تخفيض الانبعاثات بمقدار النصف بحلول 2030 والوصول بها إلى الصفر بحلول عام 2050، كما أنَّ 29 % من الطاقة الكهربائية اليوم تولّد بمصادر الطاقة البديلة، أما في عام 2020 فتولدت 17 % من الطاقة الكهربائية في الولايات المتحدة الأميركية من الطاقات المتجددة، والتي تسعى إلى تسخير الطاقة الشمسية لتوليد نصف الشبكة الكهربائية فيها بحلول العام 2050".