بغداد: رشا عباس
تصوير: نهاد العزاوي
وسط جمهور نخبوي ومختصين في الموسيقى، ضيفت جمعية الثقافة للجميع الخميس الماضي، الفنان قاسم ماجد للحديث عن تجارب وتطبيقات في الاغنية العراقية والعاطفية والسياسية.
أدار الجلسة الشاعر جاسم العلي قائلا:" نحتفي بقامة إبداعية ترسخت اشتغالاتها وفي الوسط الفني والمعرفي والثقافي، ليثبت أن الشخصية العراقية فيها من الحزن الكبير، متحديا ما يحيط بها من مصاعب، تحملنا إلى بوح التاريخ وحزن الجنوب، حيث الأنين وشجن الاغاني "، قاسم ماجد لحن للفنانين ياس خضر وسعدون جابر وامل خضير وعبد فلك وحسن بريسم
وغيرهم.
كما غنى له محمد عبد الجبار وعماد الريحاني وحبيب علي وآخرون، فقد تشرب أطوار الجنوب وموشحات المدينة، ليصوغ فيها أجمل الألحان والأداء، عشق الموسيقى منذ الصغر، كانت بداياته في التسعينيات، من خلال فرقة الشباب ومن ثم فرقة الاتحاد الوطني، التي كان يشرف عليها الفنان فاروق هلال، وتعتبر هذه انطلاقته الحقيقية، اذ عبر ماجد عن سعادته وسط جمهوره بهذا الاحتفاء، لا سيما بعد غربة دامت اكثر من خمسة وعشرين عاما.
واضاف ماجد من الجميل أن تجد هناك من يبحث عن الجمال والوعي ويرحب بالابتكارات الجديدة، بعيدا عما هو سائد ومبتذل وما يقدم من غير وعي فني، مبينا الساحة العراقية تفتقر إلى صناع النجوم والمواهب التي تمثل عائقا امام صاحب الموهبة الحقيقية في أن يظهر ويثبت صوته للجمهور، وهذا ما حصل معي في بداياتي، التي كانت مرهقة فقد مررت بتجارب، وحكايات صعبة لأثبت موهبتي امام الجمهور النخبوي، وليس عامة الناس، فالوعي والثقافة هما الآخران يكسران جنح الفنان ويمنعانه من الطير في السماء، حتى يصبح نجمًا لامعا.
الشاعر جواد الحطاب اشار إلى ان الفنان المحتفى به كان يحمل هما مغايرا عما هو سائد، فقد تسلح بالوعي الذي جعله مطلوبا لدى الطبقة المثقفة، وحاول أن يستثمره إلى الاقصى بتقديم القصيدة الفصحى لمظفر النواب وعبد الرزاق عبد الواحد وحسب الشيخ جعفر، حتى في الشعبية اختار المميز منها، فالأجيال في الوقت الحالي تركض مع الايقاع، وليس مع الكلام واللحن.
من جانبه، بين الباحث الدكتور مزهر الخفاجي بانه تعرف على قاسم ماجد وهو يحتضن عوده في بداية التسعينيات حالما وواعيا، فكان يغني لعبد الحليم، وعندما يسترخي يغني لمسعود العمارتلي، مفارقة الجمع بين الحداثة والريفية، اذ عد المحتفى به واحداً من الاصوات الملحنين والمطربين المهمين، لكن اضاع الخطوتين بالبحث عن الحرية والوعي، فلم تخدمه الحرية، كونه رحل خارج العراق، ولم يتواصل مع جيله ولم يتنازل عن ذائقته، ويعترف بمقولة الجمهور "عاوز كدا" كان يريد أن يرتقي بالذائقة
والوعي.
اما قاسم الخياط أحد أعضاء الفرقة النغمية فقد أشاد بتجربة الفنان المحتفى به، وأوضح إن كان يقاوم الصعاب من أجل أن يجعل لنفسه لونًا واسمًا بين النجوم، وهو يستحق أن نحتفي به اليوم، ونستمع إلى أعمالة الجميلة التي مزجت بيت الحزن والفرح.
والجدير بالذكر ان الفنان قاسم ماجد متجهٌ نحو الأغنية السياسية الساخرة ويحاول أن بيرزها إلى الساحة في الايام المقبلة، حتى تحكي هموم الناس وتشرح معاناتهم، بكلمات فنية وألحان جميلة تقترب من مشارعرهم، لتوصل افكارهم بطريقة ساخرة تنتقد الوضع الاجتماعي السائد.