« ترويض النسر}

ثقافة 2019/05/22
...

  حازم مبيضين 
 
صدرت للروائي الفلسطيني رشاد ابو شاور رواية بعنوان “ترويض النسر”، وقال عن الرواية إنه حملها وتنقل بها من دمشق إلى تونس إلى عمّان، وهجس بها سنوات، وعكف على كتابتها طيلة العام الماضي 2018.. وها هي تتوفر للقرّاء العرب بعد معاناة وتأمل طال. بطل الرواية منصور، مهندس صاحب مبادئ، وشقيقه حمزة كاتب وحزبي معتقل بسبب معتقداته وإصراره على كشف وفضح الفاسدين والخونة، الشقيق الاصغر خالد طالب جامعي سافر للدراسة في الخارج، والام تنتظر خروج حمزة من السجن وعودة خالد بعد التخرج من الجامعة، حسب ما جاء على لسان البطل. منصور الولد الكبير في العائلة متعاطف مع حالة الام التي ارهقها غياب ابناءها عنها “اتعبناك يا امي اتعبك حمزة وهو لا يخرج من السجن إلا ليعاد إليه فلا تنام عيناك من فرط القلق والحزن عليه. سمعتك ترددين: لو أن سمك البحر ينام لنمت كيف تنام عيناي وحمزة بين ايد الظالمين؟ 
تطرح الرواية سؤالا هل يمكن ان يروض النسر؟ منصور يحاول ترويضه عندما وجد النسر الجريح أخذه للمنزل ويبدأ يعتني به ويعالج جروحه فهل ينجح منصور، يقول منصور للنسر “اعرفك بنفسي: انا منصور، احمل اسما يوحي بالنصر، ولا احسبني بطلا، ثم على من سأنتصر. كل ما آمله ان ابقى مهندسا شريفا مخلصا في عملي، وان اعيش حياة شريفة. أنت الآن مقيد وهذا لمصلحتك لا تستغرب فقد وجدتك وأنت بحالة مزرية، وكان من الممكن ان تقع في ايد غير رحيمة. احمد ربك يا أخي.
نهش النسر بمنقاره الحاد قطعة لحم ثم اخذ يمزقها بقوة على الصينية، وازاد رد بعضها ومط عنقه المعوج كأنه يسهل ابتلاعها   هكذا تعجبني: كل، فالبيت بيتك، وأنا لن اقصر معك، فأنت ضيفي، وسأطلق سراحك بعد ان تتحسن صحتك.
-هذه لم تعجبني: سأطلق سراحك فأنت لست سجينا، ولست مختطفا كما لو أنك معارض. اقصد كأخي حمزة الذي لا نعرف في اي سجن هو، وما هي تهمته المحددة، والذي لم يجروا له محكمة فيها قضاة ومحامون يترافعون انت للأسف مريض، ولأنك نسر فلا بد من تقييدك، يعني كما يفعل الطبيب المعالج الذي يخدر المريض ليجري له عملية جراحية، ثم بعد العملية قد يربطه بالسرير حتى لا يؤذي نفسه، ومن بعد يا صحبي ستشفى وتحلق عاليا في سماء الله الفسيحة. 
يدور ايضا حوار بين منصور مع سناء خطيبته التي أتت له من اجل ان تقنعه بالموافقة على فتح شارع بطريقة غير مشروعة مقابل مبلغ من المال يرفض منصور هذا العرض ويخرج سناء من حياته يوجه كلامه لها “اخي في السجن من اجل المبادئ، وكان بمقدوره ان يكون رئيسا لتحرير صحيفة كبيرة في البلد، او حتى وزيرا للإعلام، ووالدي وامي علماني ان الشرف هو اهم ما يمتلكه الإنسان، وان القناعة كنز لا يفنى، والأمانة تحمي البني ادام من الزلل والطمع، وأخي الصغير خالد يتهيأ لدراسة الطب ليعالج فقراء قريتنا والقرى المجاورة، نحن عائلة شريفة يا سناء، وأنت صرت بنظري مثل عبدالهادي ورامبو اللذين حاولا اغوائي وتخويفي واستدراجي للانحراف خدمة لمآرب اسيادهم لقد سقط الحب في الامتحان يا سناء انت لا تلزمين لي في حياتي.