كبار القارة يترنحون والعرب يأملون مواصلة التألق

الرياضة 2024/01/28
...

 الدوحة: بلال زكي

أفرزت مباريات مرحلة المجموعات للبطولة الآسيوية لكرة القدم المقامة حالياً في دولة قطر وتستمر لغاية العاشر من شباط المقبل، تطوراً ونجاحاً ملحوظاً لنتائج المنتخبات العربية وتراجعاً لم يكن متوقعاً لكبار منتخبات القارة الصفراء، وقبيل ولوج منافسات الدور ثمن النهائي للمسابقة يبرز سؤال مفاده: هل ستستمر نجاحات منتخبات العرب لاسيما أنها تحظى بدعم جماهيري كبير، أم أنَّ كبار القارة سيقولون كلمتهم الفصل؟.
وعند تسليط الضوء على حظوظ العرب بالتتويج باللقب، نجد أنَّ تلك المنتخبات في الطريق الصحيح لتحقيق إنجاز قاري كبير في ظل وداع منتخبي لبنان وسلطنة عمان مقابل تأهل ثمانية بلدان إلى الدور ثمن النهائي ليشكلوا نصف عدد المتواجدين في مرحلة خروج المغلوب.
ومن بين المواجهات الثماني في هذا الدور ستكون هناك مواجهتان عربيتان خالصتان، الأولى تجمع منتخبنا الوطني ونظيره الأردني، والأخرى بين صاحب الضيافة منتخب قطر وشقيقه الفلسطيني، بما معناه اننا ضمنا تواجد منتخبين عربيين على أقل تقدير في منافسات الدور ربع النهائي.
وبجردة حساب بسيطة واستقراء أولي، يبدو أنَّ حامل لقب النسخة الماضية (العنابي) الأوفر حظاً لاجتياز حاجز فلسطين في ظل النتائج المقنعة التي حققها منتخب قطر الذي تأهل بالعلامة الكاملة إثر فوزه على طاجيكستان والصين ولبنان.
أما منتخبنا الوطني الذي قلب جميع التوقعات بعد خطفه صدارة المجموعة الرابعة من (البعبع الياباني) فإنه يعيش أفضل أيامه تحت إشراف المدرب الإسباني خيسوس كاساس وجهازه المساعد.
وما يميز أسود الرافدين في هذه النسخة من البطولة وفرة الخيارات بجميع المراكز وعدم وجود فوارق كبيرة بين البدلاء والأساسيين وهو أمر يحسب لكاساس الذي نجح بتهيئة لاعبيه وبدا واثقاً من أدواته عندما لجأ لاشراك جميع اللاعبين في المباريات الثلاث لحساب مرحلة المجموعات باستثناء الحارس فهد طالب والمدافع آكام هاشم.
وما يعزز حظوظنا في بلوغ الدور المقبل هو جاهزية جميع اللاعبين لمواجهة الغد أمام الاردن بعد اكتساب المدافع سعد ناطق الشفاء من الإصابة التي تعرض لها في اصبعه ومعصم اليد وكلفته الغياب عن لقاء فيتنام الأخير.

إقصاء الكبار
وخلافاً لما كان متوقعاً، لم يظهر كبار القارة،اليابان (صاحب الرقم القياسي بعدد مرات التتويج باللقب) وكوريا الجنوبية بطلة النسختين الأوليين، بمستوياتهما المعهودة، ما سيعزز فرص البحرين والسعودية في المواجهتين ويضاعف الحظوظ العربية في إمكانية إقصاء منافسيهما والمضي قدماً وصولاً لأبعد مسار للبطولة الحالية.
وسيكون حال منتخب سوريا مختلفاً عن واقع شقيقيه البحرين والسعودية، كون “نسور قاسيون” ضربوا موعداً مع منتخب إيران القوي والمتمرس، لكن المنطق يقول إنَّ لكل مباراة ظروفها الخاصة وإذا ما كان أبناء المدرب المحنك هيكتور كوبر فمن الممكن أن نشهد مفاجأة مدوية تتمثل بإقصاء “نمور آسيا».
وبالنسبة للأبيض الإماراتي فإن مهمته تبدو سهلة نسبياً وهو يواجه منتخب طاجيكستان، ويدرك الإماراتيون أنهم مطالبون بعدم التهاون وتقديم أفضل ما لديهم اذا ما ارادوا عبور حاجز ذلك المنتخب المتطور والباحث عن تسجيل مشاركة تاريخية بدأها بتخطي مرحلة المجموعات ويأمل أن ينهيها بالذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة.