نحن واليد الآسيوية

الرياضة 2024/01/30
...

خالد جاسم

 من المؤكد أنَّ أكثرنا تفاؤلا لم يضع في حساباته أن يعود منتخبنا الوطني لكرة اليد في ثالث إطلالة له في نهائيات البطولة الآسيوية المؤهلة لكأس العالم التي انتهت منافساتها مؤخراً في العاصمة البحرينية المنامة باللقب القاري أو ضمان موقع بين الثلاثة الأوائل الذين يتأهلون إلى بطولة العالم لاسيما أنَّ القرعة أوقعتنا في مجموعة قوية ضمت اليابان والسعودية والهند وهي منتخبات لها سمعتها ومكانتها في عالم اللعبة آسيوياً بعد أن كانت حتى سنوات قريبة لامكان لها في دنيا اليد الآسيوية باستثناء اليابان حيث قدم لاعبونا مستوى فنياً رائعاً أهلهم للتعادل مع منتخبي اليابان والسعودية والفوز بأريحية على الهند قبل أن تأتي مواجهات ربع النهائي التي شهدت تعادلنا مع كوريا الجنوبية مقابل خسارتين مع الكويت والبحرين ونظفر بالمركز الثامن .
وبكل تأكيد فأن ابتعادنا الطويل نسبياً عن البطولات الآسيوية على مستوى المنتخبات يعد عاملاً رئيساً في زيادة حدة تراجعنا بل وتخلفنا الصريح عن الركب المتقدم الذي بلغته اللعبة في القارة الصفراء حيث صارت كرة اليد في دول الخليج العربي لا تقل تفوقاً وسمعة عن كرة القدم بدليل ما سجلته المنتخبات الخليجية من نتائج رفيعة في البطولة القارية الأخيرة باحراز قطر اللقب والبحرين والكويت المركزين الثالث والرابع على التوالي وهو أمر لم يأت نتاج الحظ أو الصدفة بقدر ارتكازه على تخطيط علمي مدروس ومبرمج للعبة في دول الخليج من ناحية تطوير دوري المحترفين والاستعانة بخيرة الكفاءات من مدربين ولاعبين واستقطاب هؤلاء مع فرق الأندية وهو ما أدى إلى ارتفاع مستوى التنافس وتطور اللعبة وانعكاسات ذلك بشكل مباشر على المنتخبات الوطنية الخليجية التي لم تقصر في ناحية تأسيس مدارس ومراكز تدريبية متخصصة من أجل تنمية اللعبة وتوسيع قواعدها والعمل على رفدها بكل مقومات التطور الصحيح . ورغم أن ما مر به العراق على مدى السنوات الماضية من ظروف صعبة وعصيبة أثرت بشكل جذري ومباشر في واقع الرياضة وانحسار حضور منتخباتنا الوطنية في ألعاب كنا نحن أصحاب القدح المعلى فيها عربياً كالسلة والطائرة واليد ولنا حضورنا المشجع والمنتظم في البطولات الآسيوية إلا أنَّ ذلك لا يلغي حقيقة مؤسفة ومشخصة في مسيرة عمل العديد من اتحاداتنا الرياضية ومنها اتحاد كرة اليد على صعيد الاهتمام بتوسيع قاعدة اللعبة وتركيز العمل مع فرق ومنتخبات الفئات العمرية التي تحقق لنا التدرج الصحيح والمنطقي في البناء وينعكس في المحصلة على المنتخب الوطني الأول. ومع كل ما تقدم فان ما أفرزته مشاركتنا هذه بحاجة إلى دراسة صريحة وواقعية من اتحاد اللعبة حتى نتمكن من وضع اللعبة في مساراتها الصحيحة على مستوى المنتخب الوطني في أضعف الإيمان .