جبار الكواز
كان عليّ أن أعرفَ:
إنّ للرياحِ لسانا من لهبٍ
وإنّ المداخلَ اليه أضيقُ من ربيعٍ نسيَ أيامَه
في بئرٍ ظامئةٍ وهو منتظرٌ شروقَ
لهفةِ أزهارِه في المكائدِ.
كان عليّ بعد كلّ ما مضى من أحابيلِ عراءِ الكلماتِ
أن أسرقَ حروفَ العلّةِ وأدسّها في أستِ الضادِ
فلا تباهلني ولا أباهلها،
في مرض العيِّ وهوايةِ حبسِ الكلماتِ في رئات الأطفال الرضّع على مكباتِ المقابرِ الدارسةِ.
كان عليّ أن أدركَ إنّ الطريقَ غيرُ الطريق
وإن الوجوهَ عبّدتْها
قصائدُ المديحِ إيذانا ببدء الحملةِ الوطنية للقضاء على الإنسان.
كان عليّ أن أدركَ إنّ القنواتِ الفضائيةَ تتلاعبُ بالأزمانِ والأماكنِ
وماهي إلا “عفطةُ” عنزٍ في سلّة مهملاتِ (أكد)
أو في قرابِ الجندِ الانكشاريين وهم يوقدون الهيلَ على جنائنِ قلعةِ (الموت).
كان عليّ أيضا أن أعرفَ إنّ ورقةَ المواريثِ ما زالتْ تمحو وقتَ
نصوصِها تبرئةً للتاريخِ من أغلاطِ السلاطين.
كان عليّ كمتقاعدٍ صَرَفَ سنيَه عبثا حين رأى غابةً تحرقُ أشجارَها بجريرةِ أبنائِها
وإنّ طرقَ (الاوتستراد).
الدولية ما هي إلا رقعةُ شطرنجِ الديَكَةِ على وليمةِ الإناثِ.
كان عليّ أن اسكتُ
فما اسطعتُ إلى ذلك سبيلا،
ما زال فمي ضاحكا
ولساني مقموعا
ويداي
نعم
يداي
شُلتا
وأنا لا أعلمُ
انني أعلمُ كلَّ شيء.
أحقا إني أعلمُ
ولا اعلمُ
سباقَ هراشِ الديكةِ
وصراعِ الاكباشِ.
وحكاياتِ الانسان مع الإنسان؟!
وهابيلُ وقابيلُ أمامي يسخران منّي ومن
أوهامي الموروثةٍ
ومما أعلمُ
ومما
لا
أعلمُ...