بغداد: حيدر الجابر
على نحوٍ مغايرٍ لما جرى سابقاً في كلِّ انتخابات تشريعيَّة، تتجه الأحزاب السياسيَّة لبدء الدعاية الانتخابيَّة مبكراً، وقبل عامين تقريباً من موعد الانتخابات المقرّرة في 2025، إذ يجري تحديد الناخبين اجتماعياً ومناطقياً.
ويرى الأكاديمي والخبير السياسي، د. خالد العرداوي، أنَّ الدعاية الانتخابية المبكرة بدأت قبل تشكيل حكومة السوداني.
وقال العرداوي لـ"الصباح": إنَّ "استعدادات القوى السياسية العراقية للانتخابات البرلمانية المتوقعة سنة 2025 قد بدأت منذ وقت مبكر جداً، إذ نجد أنَّ الصراع الشديد دار بينها قبل تشكيل حكومة السوداني". وأضاف أنَّ "الصراع كان يُضمر تخوفاً واضحاً لديها مما يمكن أن تكون عليه أوضاعها في الانتخابات اللاحقة في حال تشكيل الحكومة، بعيداً عن قواعد اللعبة المتعارف عليها التي سادت بعد سنة 2003".
وتابع أنه "يمكن تفسير جزء من حدة المواقف- آنذاك- من خلال إدراك هذه الحقيقة، ولذا جاء تشكيل الحكومة الحالية بالطريقة التي نراها اليوم كضمان للمستقبل الانتخابي لهذه القوى"، ونبّه إلى أنَّ "ذلك تأكد بما أفرزته الانتخابات المحلية نهاية سنة 2023 من نتائج مريحة لمعظم قوى الائتلاف الحكومي الحالي".
وأشار إلى أنَّ "القوى السياسية تستعد اليوم لانتخابات 2025 لتتجاوز ما واجهته من إخفاقات في الانتخابات المحلية الأخيرة، عبر إعادة ترتيب تحالفاتها ومواقفها لتضمن نتائج أفضل تعزز وجودها في السلطة"، مستدركاً أنَّ "حظوظها الجيدة في الانتخابات المقبلة ستعتمد على قدرتها على تحييد خصومها وإبعادهم قدر الإمكان عن إثارة الرأي العام العراقي، ومنع التدخلات الخارجية الناجمة عن تداعيات الحرب في غزة، وتقديم أقصى ما يمكن من إنجازات لإقناع الناخبين بنجاحها في توفير الخدمات الأساسية التي يحتاجون إليها".
ولفت إلى أنَّ "الأمر الأخير سيظل رهناً بأسعار النفط العالمية التي في حال انهيارها ستتسبب بصدمة اقتصادية هائلة للاقتصاد العراقي قد تترك تأثيرات اجتماعية وسياسية مجهولة العواقب".
وختم العرداوي بالقول: إنَّ "استعداد القوى السياسية للانتخابات البرلمانية المقبلة أمر مشروع ومتوقع منها، ولكنها تحتاج لأن تضع في حساباتها تأثير المخاطر والتحديات التي يمكن أن تواجهها والتي تجعل أي خطأ في الحسابات يقود إلى نتائج سلبية غير متوقعة".
وبدأ الاستعداد الحزبي للانتخابات التشريعية المقبلة على أرض الواقع من خلال نشاط اجتماعي خدمي يستهدف معاقل التصويت الكبيرة، والفقيرة، ويتم ذلك عبر تقديم نموذج غير نفعي.
وأشار الكاتب والصحفي، محمد وذاح، في حديث لـ"الصباح"، إلى "وجود اهتمام سياسي من الخط الأول بالانتخابات وتم تفعيل الماكنة الانتخابية مبكراً". وأضاف أنَّ "عقلية السياسي والناخب اختلفت نظراً للتجارب السابقة، إذ ترفض الأحزاب فكرة بدء الدعاية الانتخابية قبل مدة قصيرة من الانتخابات".
وأضاف أنَّ "السياسي يصنع تراكماً زمنياً من خلال جمع الأصوات باستهداف المناطق الفقيرة بالخدمات، ويقوم نواب بدور ليس دورهم من خلال تبليط بعض الشوارع والحصول على موافقة بمشاريع خدمية والتوسط بالتعيينات والشمول برواتب الرعاية الاجتماعية، لتتم استمالة الناخب وفق قاعدة بيانات". ونبه إلى "تطور التفكير السياسي العراقي بالنظر لوضع الناخب العراقي الذي اختلف"، مشيراً إلى أنَّ "الناخب العراقي مزاجي يتغير موقفه في اللحظات الأخيرة". وكشف وذاح عن أنه "تم إنشاء قواعد للنواب والأحزاب، وهي قواعد مناطقية اجتماعية بما يضمن صعود المرشح وضمان تصويت الجماهير"، وأكد أنَّ "الأحزاب متنبهة والماكنة الانتخابية تعمل بصمت".
تحرير: محمد الأنصاري