بغداد: كاظم لازم
تصوير: نهاد العزاوي
رحلة موسيقية وغنائية امتدت لأكثر من خمسين عاماً، التي بدأها من منتصف خمسينات القرن الماضي، ليلحن من خلالها 2000 أغنية لعشرات من مطربي العراق وأبرزهم: سليمة مراد، مائدة نزهت، عفيفة اسكندر، لميعة توفيق، وعبد الصاحب شراد، عبد الزهرة مناتي، سعدي الحلي، وياس خضر.. وغيرهم.
ليدخل منتصف الثمانينات إلى معهد الفنون الجميلة قسم العود الملحن محمد نوشي 1935 / 2004 والذي مارس مهنة الخياطة في شارع الرشيد، بقيت الكثير من ألحانه تتردد إلى الان باصوات المطربين وعلى السنة عشاق الغناء العراقي. دائرة الفنون الموسيقية استذكرت الفنان الملحن الراحل محمد نوشي مساء الاربعاء الماضي، من خلال جلسة فنية حضرها الكثير من الموسيقيين والمتابعين وادارت الجلسة الاعلامية بشرى سميسم، والتي تحدثت عن سيرة الملحن الصامت ليرحل بعد عطاء دام نصف قرن من دون أن يذكره أحد أو يشارك في تشييعه.
شارك في الجلسة الاستذكارية الباحث الموسيقي حيدر شاكر ليقول " لقد كانت أعماله متميزة فقد ألبس الاغنية الريفية رداء لتظهر بثوب جديد، كما كانت اغانيه مختلفة في مقاماتها لتظل خالدة، كما كان يمتاز بالعزف على آلة العود، ولم يقتصر نشاطه على تلحين الاغاني وحسب إنما قام بتأليف عدد من المقطوعات الموسيقية، فلقد ذكره الاعلامي الراحل سعاد الهرمزي في برنامج "من
الذاكرة ".
اما الشاعر كريم راضي العماري فقد استرجع ذكرياته مع الراحل نوشي وقال " تعرفت عليه مطلع التسعينيات من القرن الماضي، لقد كان محل عمله محطة فنية يجتمع فيها الفنانون، لتكون أول اعمالي معه مسلسل "غيده وحمد" والتي شاركت في بطولتها المطربة وحيدة خليل مع الفنان عبد محمد للتتواصل سيرتي معه ويلحن من كلماتي الكثير من الاغاني لمطربي العراق".
ويضيف العماري " كان نوشي صاحب خلق عالٍ وكان يوصل ألحانه بتلقائية كبيرة ".
مدير دائرة الفنون الموسيقية المايسترو علاء مجيد قال لـ"الصباح" إن هذه الجلسة تعد واحدة من الجلسات التي نحتفي بها، ونستذكر رموز تراث واعمال مبدعي العراق والتعريف بمسيرتهم وماقدموه للاغنية العراقية، وهناك جلسات جديدة ستقدم للعديد من فنانيه ومبدعي العراق، كما ان هناك نشاطات ستقدم بالتعاون مع المركز الدولي للموسيقى، فكانت جلسة هذا اليوم متميزة بعد أن استمعنا إلى الكثير من الحان محمد نوشي، وفي ختام الحفل شارك الفنانان ناظم الاصيل وبراق ليقدما اغاني سعدي الحلي التي لحنها له الفنان محمد نوشي.
يذكر ان الملحن الراحل محمد نوشي جمع في ابداعه بين تلحين الاغنية البغدادية والاغنية الريفية، وله رصيد فني زاخر بالأعمال الغنائية منها: أغنية "هذا الحلو كاتلني ياعمه" للمطربة لميعة توفيق، والتي غنتها فيما بعد المطربة المصرية انغام وقد حققت هذه الاغنية شهرة عربية كبيرة، كذلك لحن للمطربة لميعة توفيق اغنية " شفته وبالعجل حبيته "، ولحن للمطربة مائدة نزهت اغنية " حبي وحبك ما يتغير"، واغنية " جرب حظك"، ولحن للمطربة وحيدة خليل "سبحانه الجمعنا بغير ميعاد" واغنية " هذا منو دك الباب" وغيرها، ولحن للمطرب الريفي عبد الصاحب شراد أغنية "يا سفانا" وأغنية "سفرتكم لا طولوها"، ولحن كذلك للمطرب عبد الزهرة مناتي أغنية " يا وسفه ظني".
ولم تقتصر نشاطاته الفنية على الاغاني وحسب، انما قام بتأليف عدد من القطع الموسيقية ومنها: "سندس، عيون النغم، وزيونة ".. وقد توفي المبدع الراحل محمد نوشي بالعام 2004.