أمسية الفضائح

الرياضة 2024/01/31
...

د . عدنان لفتة
أمسية مليئة بالفضائح قيدت جريمتها الكبرى ضد الحكم الأسترالي الإيراني علي رضا فغاني، الذي سرق انتصار العراق في وضح النهار بصافرة خذلت الحق ومنطق الكرة، وأعلنت طرد مهاجم منتخبنا أيمن حسين صاحب الهدف الثاني لفريقنا المحتفل بأكل المنسف الأردني .

مشهد أيمن تابعه الحكم وتصدى له بضراوة، بينما أغمض عينيه عن وليمة أكل خمسة لاعبين أردنيين لوجبة لحم دسمة بعد احتفالهم بتسجيل هدف افتتاحهم، رقصوا وأكلوا وسخروا من لاعبينا من دون بطاقة أو عقاب، رغم أنهم أمضوا وقتا أطول من لاعبنا في التهليل والاحتفال.

 فريقنا رضخ للخسارة بعشرة لاعبين في الدقائق الأخيرة المضافة على الوقت الأصلي، بعد قرار الطرد المنعكس سلبيا على بوصلة المباراة.

فضيحة سبقت المباراة بعدم اعتراض اتحاد الكرة العراقي على تسمية حكم يمثل دولتين متنافستين (أستراليا وإيران) مع منتخبنا، ووجوده يمثل خللا قانونيا يضر بتكافؤ المنافسة، فهو موضع شك قد يفعل كل شيء من أجل مساعدة بلديه الأصلي والمانح للجنسية الجديدة.

بعض أعضاء الاتحاد منشغلون بصور السليفيات والبث على التيك توك ويتناسون واجباتهم الإدارية الرئيسة التي لم تتوقف عند  نسيان الاحتجاج، فلم يلتفت أي من مسؤولي الاتحاد أو الجهازين الإداري والفني، إلى تنبيه أيمن حسين بضرورة الحذر من الحكم وهو يملك بطاقة صفراء تستدعي الانتباه لتجنب الوقوع في الفخ والإضرار بفريقنا.. لم نجد من ينتبه بدلا من الانشغال بالاحتفالات كسائر المشجعين.

لم تنته الفضائح بعد، فقد نسي مدافعو الخبرة أن كرة القدم لعبة الكفاح والمثابرة والتضحية من أجل الوطن، لعبة لا تتقبل الأخطاء وهم يتلعثمون في إبعاد كرة قريبة من أقدامهم، جاء منها هدف تعادل الأردن، ثم لحقه هدف الفوز بعد دقيقتين انهار خلالهما فريقنا بشكل مؤسف.

فضيحة أخرى بطلها مجموعة من الصحفيين الذين خربوا مؤتمر كاساس الصحفي بعد المباراة وفقدوا فيه أعصابهم صراخا وصخبا، ليهاجموا مدرب منتخبنا الوطني بصورة لا تليق بالعراق وضيفه الإسباني المرتبط بمهمة وطنية رفيعة لإعادة كرتنا وتطويرها بمختلف الاتجاهات.

الفضيحة الأقسى أن بعض وسائل الإعلام والجمهور نفخوا فريقنا وبالغوا في مدحه والاحتفال به، معتبرين أن فوزه على اليابان قد قربه فعليا من إحراز اللقب، مما رفع من غرور بعض اللاعبين الحاضرين إلى ملعب المباراة بمشاعر الاستهانة والاستخفاف بالفريق الأردني، بل وصل الحال ببعض اللاعبين إلى دخول الملعب برقصات نقلوها ببث مباشر إلى الجمهور، متناسين أن عليهم التركيز في المباراة والالتزام وتحمل المسؤولية واحترام الفريق المنافس.

فضيحتنا وصدمتنا عدم شعورنا بحرج الأدوار الإقصائية غير المانحة للتعويض، مباريات حاسمة، الخسارة فيها توديع للبطولة ومغادرة لأجوائها. لم نشعر إطلاقا بموقفنا وجئنا قانعين بأننا سنفوز حتما ولن يقف في طريقنا أحد طالما أننا هزمنا اليابان.

درس كبير خضعنا له ولابد من الاستفادة من عبره والتفكير في جزئياته، للنجاح مستقبلا تحت قيادة الشجاع كاساس، مع نخبة من الكفاءات التي نثق بأنها سترسم معالم الأمل، رغم كل الفضائح التي تجرعنا ألمها وأحزانها في ربوع الدوحة.