كاظم الطائي
أفصحت المشاركة الأخيرة لمنتخبنا الوطني في بطولة الأمم الآسيوية بكرة القدم التي اختتمت أمس في الدوحة عن هفوات تركزت في خط الدفاع وحراسة المرمى بينتها الأخطاء المرتكبة في عمق المنطقة الدفاعية والتسبب بأهداف عكسية أو هدايا مجانية منحت المنافسين الفرص لتسجيل الأهداف السهلة بشباك فريقنا وغيرت حال المعادلة
بالأرقام نفسر ما حصل في الملاعب القطرية وبلغ عدد الأهداف التي عانقت شباك المنتخب العراقي في دور المجموعات 4 أهداف نصفها فيتنامية وهدف أندونيسي وآخر ياباني ولو قارنا الحصيلة في أمم آسيا 2007 فستكون النتيجة لصالح منتخبنا آنذاك إذ اهتزت شباكنا مرتين فقط بهدف تايلندي وآخر أسترالي وحافظ فريقنا على نظافة شباكه في لقاء عمان
وما يشبه النسختين أن أسود الرافدين كانوا أول المجموعة في نسخة العام 2007 في تايلند وكذلك في العام 2024 في الدوحة لكن هذه المرة جمع المنتخب الوطني 9 نقاط كاملة في حين بلغت نقاطنا 5 نقاط فقط من تعادلين مع تايلند وسلطنة عمان وفوز وحيد على أستراليا
في تلك الدورة التي نال منتخبنا لقبها لأول مرة في تاريخه عانقت شباكنا كرتان فقط هي ما سجل بدور المجموعات وحافظ فريقنا على نظافة شباكه في 4 مباريات في الوقت الرسمي والأشواط الإضافية في لقاء نصف النهائي أمام كوريا الجنوبية وابتسمت ركلات الجزاء لمنتخبنا الوطني
هدفان فقط في بطولة كاملة خضنا فيها 6 مباريات قبل 17 عاماً يكشف عن صلابة دفاعنا المؤلف من باسم عباس وجاسم غلام وعلي حسين أرحيمة وحيدر عبد الأمير والبديل خلدون إبراهيم وأسماء لم يزجّ بها بهذا الخط نبيل عباس والراحل حيدر عبد الرزاق ووقف الحارس المتألق نور صبري بصلابة في مرماه وتحمل وزراً كبيراً برد الهجمات وركلات الجزاء الترجيحية والتعاون مع الجدار الخلفي في إفشال الكثير من المحاولات الهجومية لنجوم القارة
حارس واحد فقط أُنيطت به مهمة حراسة المرمى لكن هذه المرة وقف بحراسة مرمانا جلال حسن وأحمد باسل تكبدت شباكهما 7 اهداف في 4 مباريات ثلاثة منها أردنية في ثمن نهائي البطولة الأخيرة وتعددت أسماء مدافعينا في النسخة الحالية علي عدنان وسعد ناطق وحسين علي وريبين سولاقه وزيد تحسين وفرانس بطرس وأحمد يحيى والآن محيي الدين وميرخاس دوسكي
إذن الحصيلة النهائية لمدافعينا في المشاركة الأخيرة غير مناسبة وهناك حاجة للاستغناء عن نصف العدد المنضوي للخط الدفاعي في الأمم الآسيوية والذي ارتكب أخطاء قاتلة وسمح للاعبي الأردن وفيتنام بتسجيل 5 أهداف فضلاً عن هدفي اليابان وأندونيسيا ويعاب على معظم أفراد دفاعنا البطء وإعادة الكرات للخلف أو إرسال كرات مقطوعة أو المجازفة بالاحتفاظ بالكرة بمناطق قريبة من مرمانا وغيرها من مشكلات فنية تثلم الكثير من خطط اللعب الحديثة والأداء المطلوب
إن تعزيز الخطوط الخلفية لمنتخبنا بأقرب وقت واختيار لاعبين بمواصفات مناسبة من طول فارع وسرعة حركة وموهبة في الأداء وإجادة في مراكز اللعب ولاسيما الظهيرين وتطوير قابلية من يشغل مركز قلب الدفاع واختيار الأنسب للذود عن مرمانا سيعيد بوصلة الجودة للتشكيلة العراقية التي هزّت عرش الكرة اليابانية ومنحت الصوء الأخضر لبقية الفرق لمجاراة أبرز منتخبات آسيا والتفوّق عليهم مثل كوريا واليابان وأوزبكستان وأستراليا وإيران وغيرها
أسابيع قلائل تفصلنا عن اللقاء الثالث مع الفلبين في التصفيات المونديالية وهناك مباريات تجريبية مع منتخبات قوية مثل تركيا جديرة بتطعيم خط دفاعنا وتفعيل دوره وتحسين الأداء أليس كذلك؟