3 محافظات تتمسك بمحافظيها

العراق 2024/02/11
...

 بغداد: حيدر الجابر

نجح 3 محافظون في الفوز بولاية جديدة على الرغم من وجود تنسيق عالي المستوى بين أحزاب "الإطار التنسيقي" لتغيير هؤلاء المحافظين، وعزا مراقبون نجاح المحافظين الثلاثة إلى تغير القواعد السياسية التي طغت على المشهد في السنوات الماضية.
وتم تغيير المحافظين في كل المحافظات التي جرت فيها الانتخابات في 18 كانون الأول الماضي، باستثناء نينوى وكركوك بسبب خلافات سياسية، والبصرة وكربلاء المقدسة وواسط بسبب التجديد لمحافظيهم.
وحصل كل من: أسعد العيداني محافظ البصرة ونصيف الخطابي محافظ كربلاء المقدسة ومحمد المياحي محافظ واسط؛ على دعم أغلبية مجالس محافظاتهم، بعيداً عن الأحزاب التقليدية التي تحكمت بتوزيع المناصب منذ 2005، تاريخ أول انتخابات محلية.
ويؤكد الأكاديمي والمراقب للشأن السياسي، د. غالب الدعمي، في حديث لـ"الصباح"، أنه "تم كسر إرادة الأحزاب التقليدية، وتم تمرير المحافظين الذين حصلوا على أغلبية الأصوات"، وأضاف أن "كسر إرادة هذه الأحزاب تم على الرغم من تعهدها بتغيير هؤلاء المحافظين ديمقراطياً، من خلال التنسيق بينها على مستوى
المحافظات" .
وتابع: "استطاع المحافظون النجاح على أرض الواقع وكسب أصوات أغلبية أعضاء مجلس المحافظة من غير كتلهم، وهو عكس ما كان يتوقع الكثيرون ومنهم الأحزاب التقليدية"، واعتبر أن "التجديد للمحافظين الثلاثة هو نصر للإرادة الجماهيرية، ولا بد من احترامها" .
وحظي المحافظون الثلاثة بدعم شعبي مكَّنهم من السيطرة على أكثر من 50 بالمئة من المقاعد المخصصة لكل مجلس، بل أنهم استطاعوا النفوذ إلى الكتل التقليدية واستمالة عدد من أعضائها لصالحهم.
ووصف الباحث بالشأن السياسي د. سيف البدري ما جرى بـ"الزلزال"، عازياً السبب لسياسة الإقصاء المتبادل التي تنتهجها الأحزاب التقليدية.
وقال البدري لـ"الصباح": إن "التجديد للمحافظين الثلاثة يعد زلزالاً سياسياً كونه دخل ضمن معادلة الإقصاء المتبادل بالمحافظات الجنوبية بين قادة الأحزاب السياسية التقليدية"، وأضاف أن "هذا يعزز فرضية عدم تماسك القوى التقليدية، فضلاً عن دخول بعض المحافظين ضمن معادلة الزعامة التي ستنافس صقور العملية السياسية في الانتخابات البرلمانية المقبلة" .
وأضاف، أن "هذا مؤشر على بروز قيادات جديدة غير تقليدية، تثير  خشية القوى التقليدية"، متوقعاً أن "ينتهي نفوذ القيادات القديمة بمجرد صعود القيادات الجديدة، لأنها ستفقد وزنها السياسي ووزنها الصوتي، فضلاً عن معادلة التأثير الإقليمية"، لافتاً إلى "تحول معادلة الحكم من قيادة الأشخاص إلى قيادة العوائل" .

تحرير: محمد الأنصاري