بغداد: عمر عبد اللطيف
توقع المدير الأقدم لدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بير لودهامر، أن يحتاج العراق إلى نحو 30 عاماً لإزالة وتطهير المواد المتفجرة والذخائر منه بسبب قلة التمويل.
وقال لودهامر في حديث حصري لـ"الصباح": إن "دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام مسحت ما يقارب 31 مليون متر مربع واستطاعت تطهير أكثر من 673 ألفاً من المواد المتفجرة والذخائر، فيما أنجزت نحو ألفي مهمة إعادة استقرار منذ بدء عملها في 2015" . وأضاف، أن "دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام عملت على تحسين قدرات السلطات الوطنية لشؤون الألغام والمتمثلة بـ(دائرة شؤون الألغام في وزارة البيئة) والمؤسسة العامة للألغام في حكومة إقليم كردستان، وهاتان الدائرتان قادرتان على القيام بالبرامج بمساعدة المنظمات العاملة في العراق".
وبيّن، أن الجهات الدولية المانحة قللت المنح المالية المتعلقة برفع المواد المتفجرة والذخائر بعد أن كان هناك 20 مانحاً عام 2017، معللاً ذلك بأن "هؤلاء المانحين يعدّون العراق من الدول ذات الدخل المتوسط، وأن العراق بإمكانه أن يموِّل تلك البرامج من خلال الموازنة المخصصة لذلك"، مؤكداً على "ضرورة تخصيص مبالغ في الموازنات الحكومية لرفع هذه المواد المتفجرة، والتي قد تكلف الدولة المليارات من الدنانير، لتمكين العودة الآمنة للنازحين والالتزام بالمعاهدات الدولية التي وقع عليها العراق في السنوات السابقة" .
وأوضح لودهامر، أن "هناك أكثر من 2700 كيلومتر مربع ملوَّثة بالذخائر المتفجرة على مدى حروب والنزاعات العديدة التي خاضها العراق من عام 1980 إلى 2014، من ضمنها الألغام التقليدية والعبوات الناسفة المبتكرة والذخائر العنقودية وأنواع مختلفة من الذخائر، فمن غير الواقعي التخلص منها بعد أربع سنوات"، مؤكداً أن "العراق إذا رغب الالتزام برفع جميع ألغامه عام 2028 فعليه أن يزيد التمويل المخصص لهذه الفعاليات بشكل كبير جداً من قبل الحكومة" .
ونوّه، بأن احتلال "داعش" لبعض المحافظات زاد التلوث بشكل كبير مما خلق مناطق جديدة ملوثة بالمتفجرات، مبيناً أن "مستوى التلوث بالذخائر المتفجرة عال جداً بسبب حروب الخليج والتي تنتشر على الحدود العراقية – الإيرانية، فضلاً عن إقليم كردستان وكثرة التلوُّث هي من أبطأت الجهود برفعها" .
وأشار، إلى أن "دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام من خلال شركائها المنفذين؛ طهَّرت أكثر من مليونين ونصف المليون متر مربع من الأراضي الملوثة، وأزالت أكثر من 5400 جسم غالبيتها ألغام من الحرب العراقية - الإيرانية في منطقة شط العرب بالبصرة"، معرباً عن أسفه من أن "العملية لم تكتمل بسبب قلة التمويل".
وتوقع المسؤول الدولي، أن "استمرار نقص التمويل من قبل الحكومة العراقية قد يؤخر إغلاق هذا الملف إلى نحو 30 عاماً"، داعياً إلى "ضرورة أن يكون هناك تمويل جاد من قبل الحكومة بهذا القطاع للتخلص من الألغام والمواد المتفجرة بوقت قصير نسبياً" .