كاظم غيلان
للكاتب والروائي العراقي المقيم في السويد سلام عبود، وعن دار كوديا للنشر والتوزيع/ بغداد، صدرت مؤخراً روايته الجديدة (الشاهرامة) بواقع (412) صفحة من القطع الوسط.
حملت رواية سلام الجديدة هذه مغايرتها لتجاربه الروائية السابقة (سماء من حجر، أمير الاقحوان. الأله الاعور، ذبابة القيامة. يمامة، زهرة الرازقي. تغريبة ابن زريق البغدادي الأخيرة)، فبقدر ما نجد تفوقاً في سبكها الفني كرواية متشعبة الأحداث، ضاجة بالاسترسالات، إلا أنها تدهشنا بانتقالات حادة لم نألفها من قبل.
سلام وزع شخصيات روايته وفق ما تسدعيه مهمة رحلته المغامرة إلى {رهبوت } وكشف مكنوناتها العصية اللا مألوفة .
تبدأ رحلته على لسان الزوجة (البتول) من حي اسمه (القادسية) المتاخم لبغداد، ليخوض مغامرته وسط أحداث مرعبة تقذف به إلى قلب ناصية اسمها (رحموت) وهي إشارة لما تحمله رحلته من شؤم مغلف بعلاقة حب لم يفصح عنها، بل يتركنا لتخيلها مع (قطر الندى) كواحدة من أبرز شخصيات الرواية .
عالم هذه التجربة غلفته انتقالات صاحبها بين أجهزة الالكترون، يدخل صراعات الاستكشاف وهو يحمل نفسا مقاوما، شرسا، لأجل الوصول عن عوالم توزعت بين (رحموت) و(رهبوت).
أما اسم الرواية الذي يترك المؤلف قارئها في اضطراب لمعناه حتى يصله بشق الأنفس ليتعرف على عالم {القردة} فـ{شاه} هو القرد و{ رم } هو وادي القردة . تلك كانت احتفالية. أو واحدة من أعياد العالم الجديد {رحموت} الذي يضج بغرائبياته .
ان اليوتوبيا التي وضعها سلام كقاعدة أو هوية لاشتغاله ما أن نتوغل باحشائها حتى نكتشف مجريات واقعنا من خلال (كرار ابو المحابس) لندخل واقعنا الضاج بكوميديا وجودنا التي عليك اقتراح لونها وما ترتب على هذا الواقع من أحداث تقتلع الجوهري في آدميتنا لتحيلنا إلى متناقضاته وصراعات اطرافه الدامية. ادعاءات. خيانات. تضحيات... الخ .
في مجريات الرواية وعلى مدى فصولها الضاجة بأحداث تستدعي تأمل مشاهدها التي بلغت (27) فصلا، تخلص لجهد سنوات من الكتابة لم يفصح عنها المؤلف، لكننا نجزم بذلك حال انتهاء صفحاتها الأخيرة التي لخصت عودته إلى حيث ابتدأ . مع ذلك يطمئننا بجملته الأخيرة:
{انتهت اليوتوبيا لكن الواقع لما يزل مستمرا} . فما أن تلتفت وأنت تقلب الغلاف الأخير حتى تتأكد من ان اليوتوبيا تلك كانت الواقع الذي أنت فيه، الواقع الذي يمزق كيانك ويدفعك لأدانة كل ما يحيط بك من زيف واقع لم يعد غامضا .