ارتقاء عشرات الشهداء بمجزرة رفح

قضايا عربية ودولية 2024/02/13
...

 القدس المحتلة: وكالات

بضوء أخضر من الإدارة الأميركيَّة، وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع، نفّذ رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو، فجر أمس الاثنين، وعيده باجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة التي تؤوي أكثر من 1.5 مليون لاجئ فلسطيني، وأسفرت غارات الاحتلال الكثيفة على رفح عن عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.
وشنّت طائرات الاحتلال أكثر من 50 غارة على رفح خلال ساعات، يرافقها قصف عنيف من الزوارق الحربية والمدفعية وراجمات الصواريخ، وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، إنَّ مدينة رفح تشهد غارات صهيونية عنيفة تتركز في وسط المدينة، وطالت منازل مأهولة بالسكان قبالة مقر جمعية الهلال، وبحسب إحصائية غير نهائية، ارتقى أكثر من 165 شهيداً وجرح أكثر من 280 في الموجة الأولى من الغارات التي تمهّد لاجتياح المدينة المنكوبة.
وتناثرت أشلاء الشهداء في الأماكن المستهدفة من شدة القصف، وملأت سحب الدخان الكثيف أجواء المدينة، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع والمروحيات، ووفقاً لتقارير، فقد دمّرت الغارات مسجد الهدى في مخيم يبنا، ومسجد الرحمة في مخيم الشابورة، و14 منزلاً سكنياً لعائلات في مناطق يبنا وخربة العدس والشابورة وتل السلطان وميراج ومنطقة مصبح ومخيم بدر.وفي أول تصريح بعد القصف على رفح، قال جيش الاحتلال إنه نفذ سلسلة من الهجمات على أهداف نوعية في منطقة الشابورة جنوبي قطاع غزة، مضيفاً أنَّ الهجمات قد انتهت.
وكان ممثل حركة "حماس" في لبنان، أحمد عبد الهادي، أكد أنَّ اجتياح رفح سيؤدي إلى ردود فعل في المنطقة ويوسع الحرب بما لا تريده الولايات المتحدة.
وتابع عبد الهادي، في حديث صحفي، أنَّ تهديدات رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهيو، بشأن رفح هي في جزءٍ منها، "أن يجعل المقاومة تتنازل عن شروطها". ويأتي ذلك بعدما أعلن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحافي الأربعاء، أنّه أصدر تعليمات لجيشه من أجل التحرك في محافظة رفح، ونقطتين في وسط قطاع غزة. وسائل إعلام صهيونية تحدثت عن تنسيق علني مع الإدارة الأميركية خلال العدوان على رفح، وقال إنه يتم إطلاع الأميركيين بصورة مستمرة على تطوراتها. وذكرت معظم الصحف الصادرة في تل أبيب أمس الاثنين، أنَّ واشنطن منحت نتنياهو الضوء الأخضر لتنفيذ الهجوم على رفح، على عكس التصريحات الأميركية في الآونة الأخيرة التي كانت تدعي رفض العملية في رفح.
ونقل البيت الأبيض، أنَّ بايدن قال لنتنياهو- خلال اتصال هاتفي-: إنَّ "العملية العسكرية في رفح، يجب ألا تمضي قدماً من دون خطة لضمان سلامة مليون شخص"، بحسب زعمه.
كما زعم البيت الأبيض أنَّ بايدن دعا نتنياهو، "لاتخاذ خطوات عاجلة ومحددة، لزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين"، مع تأكيده "ضرورة الاستفادة من التقدم المحرز في المفاوضات، لتأمين إطلاق سراح جميع الأسرى بأقرب وقت".
وفي السياق نفسه، نقلت المعلقة السياسية في "القناة 13"، موريا وولبرغ، أنَّ بايدن حذّر "رئيس الحكومة في المحادثة التي جرت بينهما من إمكانية تنفيذ عملية في رفح"، فيما كان رد نتنياهو أنَّ "العملية في رفح ضرورية، وإسرائيل ستقوم بها، بالحد الأدنى من الأذى بالمدنيين، وفق المعايير المشددة للقانون الدولي".
في غضون ذلك، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في بيان: إنَّ "هذه الجرائم تؤكّد أنَّ حكومة الكيان النازية والمجرمة لا تُقيم وزناً للرأي العام ولا لحلفائها من المُطبّعين"، وحذّر البيان العالم أجمع ولا سيما الدول العربية من أنَّ الهجوم الصهيوني على رفح، يهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة من أرضه.
وحمّلت "الحركة" إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن مسؤولية استمرار حرب الإبادة وإمداد العدو الصهيوني بالدعم العسكري والمالي والغطاء السياسي.
في غضون ذلك، أفادت مصادر إعلامية عبرية بتعرض جيش الاحتلال لكمين وصفته بـ"الكبير والمحكم" نفذته المقاومة الفلسطينية في خان يونس جنوب قطاع غزة، أودى بحياة أكثر من 11 جندياً.