بروتين يعطلُ سرطان الأمعاء ويوقف انتشاره

علوم وتكنلوجيا 2024/02/15
...

 جيس ثومسون
 ترجمة: أنيس الصفار                                            

كشف العلماء في الجامعة الاستراليَّة الوطنيَّة عن مسارٍ علاجي جديدٍ تماماً قد يساعد في المعركة ضد سرطان الأمعاء.
فوفقاً لورقة بحث جديدة نشرتها مجلة "ساينس أدفانسز" أن أحد بروتينات جهاز المناعة، وهو البروتين المسمى "كيو 70"، ربما سيكون بالوسع إطلاقه لمجابهة سرطان الأمعاء بعد إجراء عمليَّة "تحفيز" باستخدام مزيجٍ من العقاقير. سرطان الأمعاء، المسمى أيضاً "سرطان القولون والمستقيم"، هو ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعاً في الولايات المتحدة (إذا ما استبعدنا سرطانات الجلد)، حيث تسجل نحو 150 ألف حالة إصابة جديدة به سنوياً.
سرطان الأمعاء أيضاً هو ثاني أكثر الأسباب شيوعاً للوفيات المرتبطة بالسرطان في الولايات المتحدة، إذ يتوقع أنْ يتوفى به نحو 53 ألف شخص خلال العام 2024، وفقاً لجمعيَّة السرطان الأميركيَّة، ولكن النجاة منه ممكنة إذا ما تمَّ اكتشافه في مرحلة مبكرة.  
يقول البروفسور "سي منغ مان" أستاذ علم المناعة والأمراض المعديَّة في الجامعة الاستراليَّة الوطنيَّة: "وجدنا أنَّ الأشخاص المصابين بسرطان الأمعاء لديهم في أجسامهم كمياتٌ أقل من بروتينات مناعيَّة معينة، كما أنهم يكونون أكثر عرضة للموت تأثراً بهذا المرض في وقتٍ مبكرٍ من حياتهم. توصلنا أيضاً الى أنَّ بروتين المناعة المسمى (كيو 70) مؤشرٌ حيويٌّ مناعيٌّ جيدٌ يمكن أنْ يساعدنا على استقراء من سيكون أفضل حالاً ومن سيكون الأسوأ لدى تشخيص الإصابة بسرطان الأمعاء". يمضي البروفسور مان فيقول: "لقد أثبتنا أنَّ البروتين (كيو 70) أشبه ما يكون بنظام مراقبة يعملُ على التقاط آثار الحمض النووي دي أن أي التالف في خلايانا. هذا الحامض التالف يمكن أنْ يأتي من خلايانا الميتة أو تلك التي في طور احتضار، كما يمكن أنْ يأتي من الميكروبات التي تعيشُ داخل أجسامنا. فعل البروتين (كيو 70) أقرب ما يكون الى عمليَّة تبريد للخلايا السرطانيَّة وإزالة الحامض دي أن أي التالف، ومن بعد ذلك إعادة توجيه وإدامة الخلايا التي تكون في حالة سبات ولم تعد قادرة على النمو والانشطار. تكمن أهميَّة هذا الأمر في أنَّه يساعدُ على إيقاف عمليَّة تحول الخلايا المعافاة الى خلايا سرطانيَّة، كما يمنع الخلايا السرطانيَّة من الاستمرار في التحول الى ورم سرطاني". وجد الباحثون أنَّ الطفرات التي تصيب البروتين (كيو 70) تكون مرتبطة بتطور مرض سرطان القولون والمستقيم، لذا فإنَّ العقاقير والأدوية التي تستهدف الجين (كيو 70) والترابطات المعقدة التي يكونها مع البروتينات الأخرى يمكن أنْ تساعدَ الجزيء في منع انتشار سرطانات الأمعاء.
أورد الباحثون في ورقة بحثهم:"أنَّ الوسائل العلاجيَّة التي تستهدف مكونات الإشارة في (كيو 70) يمكن أنْ تحسن نتائج معالجة السرطان".
لذا قد نجد أنَّ فحوص سرطان الأمعاء المستقبليَّة ستشمل أيضاً فحص مستويات "كيو 70" في النموات غير الطبيعيَّة.
يقول البروفسور مان: "يظهر بحثنا أنَّ تطوير أدوية وعقاقير جديدة تعمل على تشغيل (كيو 70) يمكن أنْ يساعد في مكافحة سرطان الأمعاء. فالتحقق من كميَّة (كيو 70) في الأورام الحميدة في مرحلة ما قبل السرطان يمكن أنْ يصلحَ مؤشراً دالاً على عدد مرات الفحص المطلوب لتحري سرطان  الأمعاء".

عن مجلة {نيوزويك}