بيروت: جبار عودة الخطاط
القدس المحتلة: وكالات
تطور كبير شهدته المواجهة بين حزب الله والجيش الصهيوني أمس الأربعاء، بعد تعرض قاعدة القيادة الشمالية في الجيش الصهيوني لقصف صاروخي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى صهاينة، وذكرت وسائل إعلام عبرية أن القبة الحديدية فشلت في اعتراض الصواريخ.
وشهد شمال فلسطين المحتلة صباحًا ساخنًا ومتوترًا بعد إطلاق صفارات الإنذار التي دوت في صفد وعدد كبير من مستوطنات الشمال، بينما تعالت في أرجاء المنطقة أصوات انفجارات هزت الشمال، وأفادت وسائل إعلام عبرية بإطلاق صواريخ تجاه قاعدة «ميرون» الجوية الصهيونية فضلًا عن مقر القيادة الشمالية بصفد. بينما أشارت التلفزة العبرية إلى «إطلاق نار استثنائي من لبنان نحو صفد وميرون وهما منطقتان ستراتيجيتان من ناحية حزب الله».
القصف الصاروخي الذي تعرضت له قاعدة صفد أقر به المتحدث باسم جيش الاحتلال الذي أعلن أمس الأربعاء تعرّض قاعدة القيادة الشمالية في الجيش الصهيوني لقصف صاروخي، بينما أفاد جهاز «نجمة داوود الحمراء» الصهيوني بسقوط قتيل و7 جرحى حصيلة القصف الصاروخي على صفد.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن «حزب الله استخدم صواريخ دقيقة في قصفه صفد، والقبة الحديدية فشلت في اعتراض الصاروخ الأخير»، بينما قصفت مدفعية الجيش الصهيوني بلدتي مروحين وطيرحرفا، وجبل بلاط وبلدة راميا.
وطالب وزير الأمن القومي الصهيوني ايتمار بن غفير، رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو بعقد اجتماع عاجل، معتبراً أن القصف من لبنان ليس ضربات متقطعة بل هو «حرب فعلية»، وشدد على أنه «آن الأوان للتخلي عن الفرضية المعمول بها حالياً في الشمال مع لبنان».
بدوره، أعرب رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان عن سخطه إزاء إطلاق الصواريخ على صفد، مؤكدًا أن الخط الأحمر تحول إلى علم أبيض و»كابينت» الحرب استسلم لحزب الله وفقد الشمال.
في غضون ذلك، كشف وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، عن استعداد لبنان لنشر 7 آلاف جندي إضافي من الجيش، «في حال تأمنت مساعدة دولية لتطويع جنود بالجيش»، مضيفًا أن لبنان «يحضّر الأرضية لمفاوضات تثبيت الحدود البرية التي لا يمكن أن تُنجز بغياب رئيس للجمهورية».
وأوضح بوحبيب، أن «معظم العروض الخارجية التي تلقاها لبنان لحل أزمة الحرب في الجنوب «تتلخص بانسحاب حزب الله شمالاً لمسافة 10 كيلومترات حتى يعود الإسرائيليون إلى قراهم ومستوطناتهم الشمالية»، بينما يتلخص موقف لبنان «باستعادة كامل الأراضي المحتلة، وتحديد الحدود بيننا وبين إسرائيل وفق الحدود المثبتة في اتفاق الهدنة 1949، واستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ووقف الخروق البرية والبحرية والجوية».
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام عبرية، أمس الأربعاء، بأن الوفد الصهيوني المُكلّف بالتفاوض بشأن هدنة محتملة مع حركة «حماس» في غزة عاد من القاهرة إلى الدولة العبرية.
ومصر، الوسيط التقليدي في النزاع الصهيوني - الفلسطيني، ولا سيّما بين الفصائل الفلسطينية في غزة والدولة العبرية، استضافت أمس الأول الثلاثاء مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» ورئيس «الموساد» الصهيوني ورئيس الوزراء القطري.
وأجرى هؤلاء المسؤولون محادثات في القاهرة مع مسؤولين مصريين في محاولة للتوصّل إلى اتفاق يرسي هدنة مؤقتة في غزة، ويتيح إطلاق سراح مزيد من الرهائن المحتجزين في القطاع.
وفجر أمس الأربعاء، ذكرت وسائل إعلام عبرية عديدة، من بينها صحيفتا «جيروزاليم بوست» و»تايمز أوف إسرائيل» أنّ الوفد الصهيوني عاد إلى الدولة العبرية، من دون مزيد من التفاصيل.
ووفق صحيفة «جيروزاليم بوست»، فإن مسؤولا أميركياً أشار إلى أنه «لا يوجد انفراج أو انهيار في المفاوضات»، بينما قال مسؤولون مصريون إن المحادثات «ستستمر عبر القنوات الدبلوماسية والأمنية في الأيام المقبلة».
وبحسب مصادر مواكبة لمحادثات القاهرة، فقد اختتم مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز مفاوضات مع كبار المسؤولين في الشرق الأوسط، من دون اتخاذ خطوات كبيرة نحو اتفاق بين إسرائيل و»حماس» من شأنه تحرير الرهائن ووقف القتال في قطاع غزة.