السوداني يحظى بأعلى تأييد شعبي منذ 2012

العراق 2024/02/19
...

 بغداد: هدى العزاوي

رأى باحثون وأكاديميون أنَّ مدى الرضا والتأييد الذي يحظى به محمد شياع السوداني وحكومته بين العراقيين، يعكس صورة حقيقية وواقعية، وبينوا أنَّ ما نشرته مؤسسة "غالوب" الدولية الأميركية من حصول السوداني على نسبة تأييد عالية من قبل المواطنين مقارنة بمن سبقه، جاء في سياق من الحراك الخدمي الذي يبذله رئيس الوزراء وشروعه منذ تسنمه منصبه بجملة من الخطوات التي لاقت صدى لدى غالبية العراقيين.  
وأشار الباحث الأكاديمي، الدكتور قاسم بلشان التميمي، في حديث لـ"الصباح" إلى أنَّ "نتائج استفتاء مؤسسة (غالوب) الأميركية بشأن مقبولية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لدى الشعب العراقي حقيقية يلمسها كل متابع، خاصة في ما يتعلق بشخصية السوداني السياسية التي تختلف كثيراً عن جميع الشخصيات السياسية التي تولت منصب رئيس الوزراء منذ عام 2003".
وأوضح، أن "اختلاف السوداني يأتي من أنه رفع شعار حكومة خدمات والتركيز على البنى التحتية، إذ استطاع تنفيذ حملة كبيرة جدًا في مجال شبكات الطرق والجسور، وهذا أمر غاية في الأهمية، لأن عملية التنقل والسير بشكل انسيابي بعيد عن التعقيدات المرورية أمر يسهل تنقل حركة الناس والبضائع ويجعل الناس أكثر حيوية في أداء أعمالهم".
ولفت، إلى أن "التقرير الأميركي مقياس واضح وصريح لنجاح حكومة السوداني ودورها الكبير في تقريب وجهات نظر الكثير من القوى السياسية، ولأول مرة يشهد العراق تقارباً كبيراً مع حكومة إقليم كردستان، وهذا أمر يصب في مصلحة العراق والشعب العراقي".
وأضاف التميمي، "لقد تمكن السوداني من الحصول على ثقة المجتمع الدولي واستطاع أن يكون عاملاً رئيسياً لعودة العلاقات بشكل طبيعي بين بعض دول المنطقة، التي كانت علاقاتها يشوبها توتر كبير وخطير".
وتابع: "على العموم فإن تقرير مؤسسة (غالوب) الأميركية وضع النقاط على الحروف بأن السوداني يحظى بدعم فئات المجتمع العراقي بشكل عام وبنسبة عالية، وهذا أمر يفتح الباب على مصراعيه لمستقبل العراق بأن يكون عراقاً قوياً اقتصادياً وسياسياً، ليأخذ دوره في المنطقة والعالم وبالشكل الذي يليق بتاريخه الذي يمتد لأكثر من سبعة آلاف عام".
وبدوره، قال رئيس مركز "الشرق للدراسات الستراتيجية والمعلومات" علي مهدي الأعرجي، لـ"الصباح": إن "السوداني رجل تدرّج في العمل الوظيفي في الدولة ويفهم مزاجية المواطن العراقي واحتياجه الفعلي العام، لذلك عمل على خلق بعض الإنجازات المنظورة التي بدورها تستهوي وتجذب عقل المواطن من طرق وجسور وغيرها، إذ تعطي طابعا وانعكاسا عمرانيا لدى المواطن ".
وأضاف، أنه "لا يخفى على أحد أن البلد يحتاج إلى كل انواع الخدمات في جميع مفاصل الحياة، والجميع على يقين ويدرك أن السوداني لا يمكن أن يصنع المعجزات في إعادة بناء ركام البلد، إلا أنه أقدم على البدء بشيء ملحوظ يمس الحياة اليومية للفرد العراقي، وهذا أقصى طموح الفرد".
واستدرك الأعرجي، "برغم ذلك، فما تحقق من منجز خدمي لا يعبر بصورة متكاملة عن المطلوب إنجازه، فما زال البلد يعاني من تصدعات في جميع المؤسسات، وما زالت السوق الموازية مرتفعة في فارق سعر الصرف، ولم نشهد مشروعا ستراتيجيا حقيقيا يعمد إلى دعم الاقتصاد العراقي، كما أن العلاقات الخارجية غير واضحة ومبهمة، ولم يعمد السوداني إلى حل كل المشاكل مع الإقليم، إضافة إلى ملفات الموانئ والحدود وتهريب العملة والنفط .. إلخ".
وتابع: "كما أننا لم نشهد خطة أو خارطة عمل مستقبلية تؤسس لنقل البلد من الجانب الريعي إلى الإنتاج المتعدد، الصناعي والزراعي، وغير ذلك".
وبحسب تقرير أجرته مؤسسة غالوب الأميركية، فإن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، حصل على تصنيف تأييد قوي (69 ٪) بين العراقيين في عام 2023، وهو أعلى مستوى سجلته المؤسسة لأي زعيم عراقي منذ أن بدأت في تتبع هذا الإجراء في عام 2012".
وأضاف التقرير، أن "العراقيين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً - إيجابيون بنفس القدر تجاه السوداني (68 ٪) مثل العراقيين الأكبر سنا، كما أن غالبية أولئك الذين يعيشون في كردستان يوافقون أيضاً على الأداء الوظيفي للسوداني"، كما يؤشر التقرير، أن "الثقة في المؤسسات تصل إلى آفاق جديدة، إذ إن 57 % من العراقيين يثقون في نظامهم القضائي، وهي أعلى نسبة منذ عقدين".

تحرير: محمد الأنصاري