خضير حسن ناصرية رفض الاسترزاق من الغناء

ثقافة 2024/02/21
...

 بغداد : رشا عباس
  تصوير: نهاد العزاوي

استذكر الموسيقار سليم سالم الجمعة الماضية، على قاعة كاليري مجيد، المطرب الريفي الراحل خضير حسن ناصرية في محاضرة ثقافية، قدمها الباحث حيدر شاكر وبمشاركة المطرب حسين السعد وعازف الكمان الحسن سليم.

المحاضرة سلطت الضوء على الفنان الراحل والمحتفى به الذي ولد العام 1901 وتوفيَّ في العام 1945، وهو يحاول ان يوصل الفن كرسالة سامية لا تشترى ولاتباع، فهو رفض الاسترزاق من خلال الغناء، بل اتسم بالمبدئية وحب الفن، واقترب إلى الصوفية في الحياة، عشق الموسيقى التي لم يتعلمها في معاهد أو أكاديميات فنية، ففي أغلب المهن التي زاولها متنقلا بين المحافظات الجنوبية، طلب منه الغناء من دون عمل اضافي يشقى فيه، لكنه يرفض ان يقدم كلماته وصوته مقابل المال بحسب حديث الموسيقار سليم
سالم.

محطاتٌ ابداعيَّة
وأضاف سالم: الغناء كان يرافق المطرب الريفي خضير حسن ناصرية، ويحكي ما بداخله وبرفقة صديقه محيي يوسف، الذي روى تاريخ حياته وأبرز محطاته الابداعية إلى المختصين، لتنقل إلى الجماهير عبر وسائل متعددة، بعضها قدم عن طريق مسلسل درامي أخذت احداثه من رواية كتبها حسين الهلالي بعنوان "درب الحطابات"، والبعض الآخر بات يقدم كمحاضرات ثقافية تعرِّف بالفنان الراحل، وكيف كان يصارع من أجل إيصال صوته، فقدم ألحانا ما زال الكثير من المغنين يرددونها، دون يذكروا اسم مؤلفها أو ملحنها أو مكتشف طورها الغنائي، وهذا سبب اهتمامنا كموسيقيين بهذه الشخصية الفذة، التي من خلالها نبيِّن للأجيال المقبلة، إن الفن جوهرة يجب ان يحافظ عليها الفنان ويحسن التصرف بها بعيدا عن الماديات التي تجرده من الرصيد المعنوي  والقيمي.

ملتقياتٌ استذكاريَّة
من جهته، قدم الفنان حسين السعد أحد المطربين، الذين يجيدون تقليد الراحل خضير حسن أغاني ريفية، كان يرددها الفنان الراحل خضير حسن مفطورة، وهي محاولة لاستعادة ذكرى ابن الناصرية الذي خرج أجيالا من المطربين ساهموا في تثبيت الغناء الريفي، أمثال داخل حسن وحضيري ابو عزيز اللذين كانا يرافقان الفنان الراحل وابرز المتأثرين به، متمنيا أن تتجدد مثل هذه الملتقيات الاستذكارية لاستعادة إعمال الراحلين، الذين اثروا الساحة الفنية، ولم يتلقوا الدعم الإعلامي الكافي.
يذكر أن المطرب العراقي الريفي الراحل خضير حسن ناصرية هو من ابرز رواد الغناء في بداية القرن العشرين، ولد في مدينة الغراف ثم انتقل إلى مدينة الناصرية، مارس مهنة بيع اللبن، واختار ناصية شارع مقابلة لبيت محبوبته، يناجيها بأجمل المواويل
والبوذيات المليئة بالشجن، وبظلال من الحزن واليأس يفطر القلب، صوته يذكرنا بالمطرب عبد الامير الطويرجاوي، مثلما يقول الناقد عادل الهاشمي.
تأثر به الجيل اللاحق، داخل حسن ومعاصروه، ينسب له طوار - الشطيت - وهو أصعب اطوار الأبوذية، كذلك غنى الموال وألبسته المرادفة للأبوذيات.
توفيَّ خضير حسن حزنا على محبوبته التي رحلت مع اهلها إلى مدينة الفاو في البصرة، وكانت أغلب ابوذياته تقفل: بالفاو ذباهم زماني.
طور الشطيت، جاء من الشطط، اي انحرف المغني عن مساره، فهو طور صعب يغنى على نغم البيات، بسبب الانتقالات السريعة صعودا ونزولا، وكذلك مخارج الكلمات والمفردات، فهو غناء فطري، يعتمد على امكانياته الصوتية، أدى هذا الطور العديد من المطربين، وأبرز من أجاده من المطربين الفنان الراحل ستار جبار الذي اقترب من روحية خضير حسن.