موسكو: وكالات
تواصل القوات الروسية تقدمها على مختلف جبهات القتال بدءاً بدونيتسك وانتهاء بخيرسون في الجنوب، فقد سيطرت القوات الروسية على بلدة كيرني في مقاطعة خيرسون، كما اقتربت من بلدة تيرني في مقاطعة دونيتسك، على نهر زريتس وباتت على بعد نحو كيلومتر واحد فقط عن البلدة.
ففي خيرسون، نشر القائم بأعمال حاكم المقاطعة الروسي، فلاديمير سالدو، مقطع فيديو لرفع جنود روس العلم الروسي في بلدة كرينكي التي تقع على الضفة اليمنى لنهر دنيبر بعد استعادة السيطرة عليها من القوات الأوكرانية.
وكتب سالدو في قناته على منصة "تلغرام": "إن اللواء 810 من مشاة البحرية التابعة للحرس، مع إخوانهم المظليين المقاتلين، ينقلون من كرينكي (لقد تم تحرير البلدة). جميع سكان مقاطعة خيرسون يشكرونكم أيها الأبطال، وامتناني الشخصي العميق"، وأرفق منشوره بمقطع فيديو لجنديين وهما يرفعان العلم الروسي وراية لواء الحرس 810.
وكان وزير الدفاع سيرغي شويغو قال، أمس الأول الثلاثاء،: إن العمل على تطهير المنطقة في كرينكي قد اكتمل، وكانت هناك 4 ألوية من مشاة البحرية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، والتي كانت مهمتها الوصول إلى الساحل الغربي لشبه جزيرة القرم.
وفي مقاطعة دونيتسك، بإقليم دونباس، تواصل القوات الروسية تقدمها باتجاه نهر زربتس، حيث اقتربت مسافة كيلومتر واحد فقط من بلدة تيرني.
وفي الأثناء، سيطرت القوات الروسية على مناطق داخل بلدة بوبيديا، إلى الجنوب الغربي من مدينة مارينكا، يأتي هذا فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على مدينة أفدييفكا الستراتيجية في دونيتسك، يوم السابع عشر من شباط الحالي، ونجحت بهذا في إبعاد القوات الأوكرانية عن مدينة دونيتسك، ومنع قصفها من قوات كييف.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين غربيين، أنّ ما بين 850 إلى 1000 جندي أوكراني قد تمّ أسرهم أو أصبحوا في عداد المفقودين خلال الانسحاب الفوضوي من أفدييفكا.
وأوردت الصحيفة، أنّه "ربما تم أسر المئات من القوات الأوكرانية من قبل الوحدات الروسية المتقدمة أو اختفوا أثناء انسحاب أوكرانيا الفوضوي من مدينة أفدييفكا، وفقاً لكبار المسؤولين الغربيين والجنود، وهي خسارة مدمرة يمكن أن توجه ضربة للمعنويات الضعيفة بالفعل".
وبحسب ما تابعت، تختلف تقديرات عدد الأوكرانيين الذين تمّ أسرهم أو فقدهم، وقد لا يكون بالإمكان إجراء إحصاء دقيق حتى تقوم أوكرانيا بتعزيز خطوط دفاعية جديدة خارج المدينة. لكن جنديَّين على علم بالانسحاب الأوكراني قدّرا أنّ ما بين 850 إلى 1000 جندي قد تم أسرهم أو أصبح مصيرهم في عداد المفقودين. وقال المسؤولون الغربيون للصحيفة إنّ هذا النطاق "يبدو دقيقاً".
وأكد مسؤولون أميركيون في الأيام الأخيرة أنّ "الروح المعنوية تتدهور بالفعل" بين القوات الأوكرانية، في أعقاب الهجوم المضاد الفاشل العام الماضي وإقالة قائد الجيش الأوكراني، مشيرين إلى أنه "بسبب هذه المشكلات، واجه الجيش الأوكراني صعوبات في التجنيد".
وقال بعض الجنود والمسؤولين الغربيين إنّ الفشل في تنفيذ انسحابٍ منظم، والفوضى التي اندلعت يومي الجمعة والسبت الماضيين مع انهيار الدفاعات، كانت مسؤولة بشكلٍ مباشر عن أسر عدد كبير من الجنود على ما يبدو.
ولفتوا إلى أنّ الانسحاب الأوكراني كان "سيئ التخطيط وبدأ بعد فوات الأوان"، وتحدث الجنود والمسؤولون الغربيون، بشرط عدم الكشف عن هويتهم، لمناقشة تقييمات استخباراتية حساسة تتعارض مع تصريحات الحكومة الأوكرانية.
أشارت الصحيفة، إلى أنّ أوكرانيا حاولت كسب الوقت لانسحاب قوات المشاة النظامية من المدينة، باستخدام قوات العمليات الخاصة ولواء النخبة الهجومي المنفصل الثالث لتغطية الانسحاب، لكن الوحدات لم تتمكن من إبطاء التقدم الروسي أو إخراج كل جندي أوكراني.
يُشار إلى أنّ القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، ألكسندر سيرسكي، أعلن قبل أيام، سحب الوحدات العسكرية الأوكرانية، من مدينة أفدييفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية، والانتقال إلى وضع الدفاع، "في خطوة هدفت إلى تجنّب التطويق الروسي، وتقليل الخسائر البشرية".
وتُعَدّ السيطرة الروسية على أفدييفكا انتصاراً رمزياً قبل 24 شباط، عندما تدخل الحرب عامها الثالث. أما بالنسبة إلى أوكرانيا، فهذه أكبر خسارة منذ سقوط باخموت في أيار من العام الماضي.