علي حسن الفواز
كشفت تصريحات الرئيس البرازيلي لويس لولا سيلفا في قمة الاتحاد الإفريقي عن موقفٍ أخلاقي عميق، وعن شجاعة سياسية في فضح العدوان الصهيوني على غزة، فعدّه نظيراً لجرائم الإبادة النازية، وضرورة أن يقف العالم مندداً به وفضحه.
دفعت هذه التصريحات إلى خلق أزمة في السياسة وفي الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، مع الدعوة إلى سحب السفير البرازيلي من “تل أبيب” للتشاور، لكن الأهم ما فيها هو بروز جبهة دولية رافضة لما يجري في غزة من إبادة جماعية، ومن سياسات أميركية داعمة لها، مقابل التعبير عن تعاطف كبير مع حق الشعب الفلسطيني في الحياة، وفي الدولة السيادية، وهو مايرفضه ذلك الكيان الممعن في توحشه وجرائمه، وفي عنصريته، وآخرها ما مثله قرار الكنيست الصهيوني المساند لحكومة “نتنياهو” برفض إقامة دولة فلسطينية..
تصريحات الرئيس البرازيلي وجدت لها صدى كبيراً بين عدد من حكومات القارّة اللاتينية، إذ اتهم الرئيس الفنزويلي مادورو “الجيش الصهيوني” بالقيام بأعمال إبادة تشبه التي عملها هتلر، كما دعا الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو إلى رفض حرب الإبادة التي يشنُّها “الصهاينة” على غزة، وأن ما يجري هو” تصرف جبان لقتل الآف الأطفال والشيوخ المدنيين، وأن ما قاله الرئيس لولا هو الحقيقة، فإما أن ندافع عن الحقيقة أو أن تقتلنا الهمجية” على حدّ قوله.
من جانب آخر، أكدّ الرئيس البوليفي لويس آرسي على أهمية التضامن مع تصريحات الرئيس البرازيلي لولا، مُندداً بحرب الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، مُشيراً إلى “أن التاريخ لن يتسامح مع الذين يتفرجون على هذه الوحشية”، وهو ما أكده أيضاً الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، بوصف تصريحات الرئيس البرازيلي بأنها وقوف مع الحقيقة، وأن مايجري في غزة هو حرب إبادة.
هذه التصريحات العلنية والعالية لرؤساء دول يملكون ذاكرة حية عن الاستعمار وبشاعته، وعن الحقوق التي ينبغي أن تحظى بها الشعوب، تفتح أفقاً لمسارٍ عالمي آخذاً بالتصاعد، وبرفض السياسات العدوانية للكيان الصهيوني، وللإمبريالية العالمية التي تقف وراءه، وتساند جرائمه ضد الإنسانية، ومنع المنظمات الدولية من اتخاذ أي موقف لإيقافها، وبهدف حماية الشعب الفلسطيني من تلك الإبادة العنصرية.