فيلم {المخدوعون} في نسخة مرمَّمة

ثقافة 2024/02/26
...

  نجاح الجبيلي 

صدرت نسخة مرممة بتقنية 4k  من فيلم {المخدوعون} للمخرج توفيق صالح وصدوره في نسخة 4k وقد تم ترميم الفيلم عن طريق {مشروع السينما العالمية} التابع لمؤسسة الفيلم و{Cineteca di Bologna} ، التي يشرف عليها المخرج العالمي مارتن سكورسيزي بالتعاون مع {المؤسسة الوطنية للسينما} وعائلة توفيق صالح.

استخدمت عملية الترميم دقة 4K  من صورة سلبية مقاس 35 ملم محفوظة في أرشيف الأفلام الوطني البلغاري، وتم إكمالها بواسطة مختبر ترميم الأفلام L’Immagine Ritrovata. 

وبمناسبة صدور هذه النسخة المرممة كتب ديفيكا جيريش من مجلة "فيلم كومنت" بتاريخ 8 يناير 2024 مراجعة قصيرة فيما يلي ترجمة لها: 

ما زالت اللحظة السينمائية الوحيدة التي واجهتها في عام 2023 محفورة في ذهني وهي تتعلق بفيلم "المخدوعون"، الذي جرت عملية ترميمه مؤخرًا وحققه عام 1972 المخرج المصري توفيق صالح. إن رواية "رجال في الشمس" للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني هي بمثابة وقود هذا الفيلم المثير بالأبيض والأسود الذي يدور حول ثلاثة لاجئين فلسطينيين، يحاولون عبور الصحراء الغادرة من العراق إلى الكويت في الخمسينيات من القرن الماضي، يصحبهم رجل مشبوه، وهو فلسطيني يعمل لدى رجل أعمال في الكويت، ويقود شاحنة مياه فارغة عائداً إلى رئيسه. 

تتضمن المغامرة تحديًا هائلًا في منعطفين: بينما يتوقف السائق عند نقاط التفتيش الحدودية لختم أوراقه، يجب على الرجال الثلاثة الاختباء في خزان المياه لمدة سبع دقائق أو نحو ذلك، تحرقهم شمس الصيف، وهي تسقط على المعدن اللامع. وعند نهاية الفيلم، في نقطة التفتيش الثانية، يجري إيقاف السائق من قبل ضباط الهجرة، من أجل المتعة فقط. يغيظونه بالنساء والجنس، وهو ينظر بعصبية إلى ساعته، ونحن المشاهدين نقضم أظافرنا خوفاً على مصير مهاجريه. يذكرنا هذا التذبذب بين الموت والحياة في الشاحنة، الساخنة في الجو الحار، العديد من المآسي المعاصرة لعبور الحدود الفظيعة، لكنه يجسد أيضاً، من خلال لغة السينما، شيئًا أساسيًا حول العنف المبتذل والبيروقراطية في الحدود. 

بينما يتنقل صالح بين موقع التفتيش والشاحنة المتوقفة في الخارج، فإنه يتنقل أيضاً بين تجربتين زمنيتين مختلفتين تماماً، ولكنهما متقاربتان 

مكانياً.  بالنسبة للبيروقراطي، في مكتبه، الوقت ضائع؛ بالنسبة إلى اللاجئين القلقين وعديمي الجنسية والمعرضين للعوامل الجوية، فإن كل لحظة طويلة وعابرة في الوقت نفسه. قليل من الأفلام قد لخَّصت بمثل هذا الإصرار وجسدت التنافر القاسي المتمثل في إهدار حياة المرء بينما لا يكاد يكون لدى الآخرين أي شيء لإنقاذه. 

بينما نبدأ عاماً جديداً في خضم حرب دموية في غزة، أنوّه إلى هذا الفيلم كتذكير بأن الشمس حارة، والوقت قصير، والحياة ثمينة".