بغداد: رشا عباس
تصوير: نهاد العزاوي
{أغانٍ عراقية في حب فلسطين} عنوان الجلسة الثقافية الفنية، التي اقيمت مساء الجمعة الماضية ضمن فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب، تناول فيها الضيوف الباحث والمؤلف
د. عبد الله المشهداني، والزميل الناقد الموسيقي سامر المشعل العلاقة المستمرة بين العراقيين والقضية الفلسطينية في مجمل مجالات الحياة.
مقدم الجلسة رفعت عبد الرزاق، ذكر أن القضية الفلسطينية تعمقت في الوجدان العراقي على المستويين الرسمي والشعبي، منذ أن بدأت في عشرينيات القرن الماضي، ومرورا بثورات الأرض المحتلة، منها نكبة 1948 ، التي كانت لها صدى واسع في وجدان الجمهور، فالتراث الموسيقي العراقي، له مشاركات فاعلة تركت لنا تراثا مرموقا، مستذكرا موقف الفنانون العراقيون، وهم يتسارعون في المشاركة، منهم الفنان محمد القبانجي مطرب العراق الاول مؤدي المقام الشهير، عندما حدثت نكسة حزيران 1967 ، كان من اوائل الذين أحيوا ذكرى القضية الفلسطينة والتحريض على حق العربي.
مشاركاتٌ فنية
فلسطين على مر عصورها، إذا إردنا أن نؤرخ مساندة الاعلام العراقي والفن بصورة عامة والموسيقى بشكل خاص، فإنها تعود الى المواجهة الأولى بين القوات العربية وجيش الاحتلال 1948، في حينها شاركت فرقة الزبانية للتمثيل برئاسة ناجي الراوي للترفيه عن الجنود العراقيين والعرب في ارض فلسطين، وقدمت تلك الفرقة العديد من المسرحيات الترفيهية برفقة عدد الفنانين والموسيقيين، نالت استحسان الجمهور والجنود وساعدتهم في شحن الهمم في الدفاع ومقاتلة العدو المحتل بحسب الباحث عبد الله المشهداني.
واضاف: بعد مطلع الخمسينيات قدم ناظم الغزالي الاغاني الداعمة للقضية الفلسطينية مثل "أم البطولة بلادي هذا سجل أولادي"، كلمات عبد المجيد الملا والحان الموسيقار روح الخماش، وأيضا اغنية "وحشة الثار" كلمات الشاعر السوري محمد سليمان الاحمد والمشهور بـ "بدوي الجبل" وألحان الموسيقار جميل بشير، فضلا عن المنولوجات، التي قدمها الفنان عزيز علي كانت لاذعة وساخطة مثل "ياعرب" "السفينة"، "ركعة صغيرة ياخلق الله" وغيرها، وواصل المشهداني حديثه في عقود السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات برزت ظاهرة الاعمال الفنية الداعمة للقضية الفلسطينية والدفاع عن ارض المقدسات وأغانٍ اخرى قدمها عدد من مطربي العراق امثال ياس خضر، حميد منصور، سعدون
جابر، وكاظم الساهر الذي غنى لفلسطين في المهرجانات والمحافل الغنائية باللغتين العربية والانكليزية.
قضيَّة عالميَّة
من جهته، اشار الزميل والناقد سامر المشعل إلى أن الفنان ناظم الغزالي كانت أول سفرة له هي فلسطين ولعب دورا كبيرا في الكشف عن موهبته بالغناء عن المقامات العراقية، حتى بات له معجبون، فقد كان انيس ليالي الجنود العراقيين والعرب المشاركين، وبدا يصدح اسمه ويلهب حماس الجنود بالدفاع عن ارض فلسطين وقدم مجموعة من الأغاني من ضمنها أغنية مقامية في العام 1956 بعنوان "حشة الثار" ووضح المشعل كيف أن القضية الفلسطينية خرجت من أنها قضية عربية إقليمية إلى عالمية تهم الرأي العام العالمي والضمير الانساني، فهناك مواقف تباينت بين الفنانين بين ما قدم عربيا وعالميا، فضلا عن مطربين شباب كان لهم دور في مساندة ودعم القضية الفلسطينية، من خلال أعمال غنائية بعضها ظهر الى الساحة وأخرى لا تزال في جعبتهم لم ترَ النور. وفي الختام،عرج مقدم الجلسة الى مداخلات من الجمهور اذ توجهت الدكتورة اصيل عبد لله الى المنصة لتتغزل بالقدس وفلسطين ومناطقها في ابيات شعرية اسمتها " فتحا قريبا"، متمنيا أن يعم السلام في أرض الأنبياء والمقدسات.