عبد الواحد جمعة يعود من فلسطين بذراع واحدة

ثقافة 2024/02/28
...

سامر المشعل 



لم تكن علاقة الفن العراقي بدعم القضية الفلسطينية هي ردة فعل عاطفية أو انسانية، إنما هو موقف مبدئي، اتخذه العراق منذ بدء الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وإلى الآن.

فقد كان الجيش العراقي من طلائع الجيوش العربية، التي وصلت إلى فلسطين ودافعت عن الارض المحتلة بالعام 1948، ما زالت مقبرة الجيش العراقي في جنين التي تضم رفات 44 من الجنود والضباط الابطال شاهدًا حيًّا على وقوف العراقيين الى جانب القضية الفلسطينية.

ومن ضمن الجنود الذين شاركوا مع الجيش العراقي للدفاع عن فلسطين، المطرب الريفي المعروف عبد الواحد جمعة، الذي قاتل بشجاعة قوات الاحتلال اسرائيلي، وأصيب في المعركة، وعلى إثرها بترت ذراعه، لتكون يده التي فقدها في فلسطين بمثابة وسام  شرف له.

ومن الطرائف التي يحكيها الفنان عبد الواحد جمعة، ان الضابط المسؤول عن وحدتهم العسكرية في فلسطين كان عبد الكريم قاسم.

ويذكر أن هناك منطقة بالقرب من " جنين "، التي كان يتواجد فيها الجيش العراقي سميت بـ " كفر قاسم " تيمناً بالزعيم عبد الكريم قاسم.

وعندما قامت ثورة 14 تموز في العام 1958 وأصبح عبد الكريم قاسم رئيس وزراء العراق، توطد حب عبد الواحد جمعة للزعيم، وقدم الكثير من الاغاني التي تتغنى بحبه ومنها: " عبد الكريم يكول اني مو وحدي سيف العرب وياي والخنجر الكردي "، و "اتريد اتريد العزة تريد "..وغيرها.

وعندما قتل الزعيم عبد الكريم في شباط من العام 1963 حورب هذا الفنان، وحسب من الموالين للزعيم.

عبد الواحد جمعة مطرب ريفي يمتلك صوتا جميلا وشجيا ومساحة صوت واسعة، فضلا عن كونه ملحنا لعدد من الاعمال الغنائية الناجحة، التي نالت شهرة واسعة انذاك ومنها " شالوا على مكصد وداعي " واغنية " نص الليل " واغنية " يا أرضنا يا أرضنا " مع الفنانة وحيدة خليل والمطرب جواد وادي، واغنية " من فركتك ذاب الجبد ".. وغيرها، وشكل المطرب عبد الواحد جمعة ثنائيا جميلا مع المطرب جواد وادي، ويعود الفضل بهذه الشراكة الفنية إلى الملحن وديع خونده، الذي اشار لهما بأن يشكلا ثنائيا غنائيا، بعدما اجتازا اختبار الاذاعة بنجاح، وكان خونده عضوا في لجنة الاختبار آنذاك. نجح الثنائي الريفي عبد الواحد جمعة وجواد وادي ايما نجاح، وهما يحيان الحفلات الخاصة والأعراس، وتقديم الأغاني المشتركة بالإذاعة والتلفزيون.. وشكلا ظاهرة فنية في الغناء الريفي. 

وقد توفي الفنان عبد الواحد جمعة في العام 1986.