كاظم الطائي
تزخر عروس الألعاب العراقية بتاريخ حافل من الإنجازات العربية والقارية وتحققت العديد من الأرقام القياسية في المنافسات الاآسيوية بقيت شاهدة على كفاءة أجيال رفعوا لواء فعاليات الركض ويشار لهم بالبنان ربما غابت عن جيل اليوم الذي عاش جدب وانحسار المزيد من فعاليات الرياضة
سباقات السرعة واحدة من الفعاليات التي قدمت رياضتنا بأفضل صورة على مدى عقود وحظيت سباقاتها بالإثارة والتشويق وولدت مواهب كثيرة في مضاميرها لهم صولات وجولات
سباقات مئة ومئتين ومئة وعشرة أمتار وأربعمئة وسباق البريد أربعة في مئة وأربعة في أربعمئة وستين متراً أنجبت أبرز أبطال الألعاب في بلدنا ولهم حصاد وفير من الأوسمة والمراكز المتقدمة لن يغفلها الزمن
في هذه الفعاليات المعنية بسباقات السرعة تشمخ أسماء خضير زلاطة و سامي الشيخلي وأبو كلل وهيثم نديم ونصر سلطان وفاهم عبد السادة وحسن كاظم وطالب فيصل وجبار ارحيمة وحسين علي نصيف وعباس لعيبي
وفي فعاليات النساء سلمى الجبوري وإيمان نوري وإيمان عبد الأمير وشعوب قحطان ودينا سعدون وإيمان صبيح وميساء حسين وآلاء حكمت ودانة حسين وأسماء أخرى تفتخر بها ألعاب قوى العراق والعرب وآسيا
التفوق العراقي كان واضحاً في تلك السباقات على مستوى المنافسات العربية وهناك من ترك بصمته آسيوياً رئيس اتحاد اللعبة الحالي الدكتور طالب فيصل هو أحد أبطال سباق أربعمائة متر حواجز وصاحب ذهبية الدورة الآسيوية في طهران قبل نصف قرن وزميله الدكتور حسن كاظم أكمل مسيرته وبلغ العالمية بتمثيله اآسيا في بطولات العالم وكذلك ابن لعيبي وغيرهم
في سنوات منصرمة انحسر أبطال السرعة لأسباب كثيرة بينها غياب المواهب وتواضع الرياضة المدرسية والجامعية ومراكز الشباب وقلة الاهتمام بالألعاب الفردية وتوجه معظم الشباب لخماسي الصالات والكرة لما تدره على أصحابها من مغانم وهبات ودعم وغير ذلك من أسباب
ومع تراجع الكثير من ألعاب العروس أو عروس الألعاب تطل علينا مواهب تكشف عن رغبة بمحاكاة الأمس والتفوق على أرقام سابقة حافظت على تداولها لعقود بعضها ينزوي مكتفياً ببطولة محلية أو عربية ويتوارى عن الأنظار تباعاً ولا يكمل ما بدأه من خطوات ربما لمشاغل حياتية أو لإصابة لعينة ترغمه على الاعتزال أو صعوبات تقهره أو لأمر ما هو أدرى به لكن على أقل تقدير إن القافلة تسير على هدي أبطال الأمس وإنجازاتهم
قبل أعوام حطَّم أحد الشباب رقماً قياسياً بفعالية مئة متر مسجلاً عشر ثوانٍ واثنين وعشرين من الثانية مختزلاً عشر ثوانٍ من الرقم القياسي العراقي وظفر العداء حسين علي ناهي بهذا الإنجاز واعتمد الرقم من قبل اتحاد ألعاب القوى وهذا ما أعاد للأذهان صولات جيل ذهبي بسباقات السرعة ونتمنى أن تتواصل الأرقام القياسية في بقية الفعاليات لتعود رياضة الركض إلى عهدها السابق بتفوقها عربياً وقارياً وقد حملت لنا الأخبار المفرحة قبل أيام بنيل الرياضي العراقي ياسر علي نحاسية أربعمئة متر في البطولة الآسيوية للصالات وفضية لعدائينا بسباق البريد أربعة في أربعمئة متر بفارق ضئيل عن المركز الأول
فهل من جديد يكسر رتابة سنوات عجاف