بايرن يلاقي لاتسيو لتجنُّب خروج مبكّر
باريس: أ ف ب
يتعيّن على بايرن ميونيخ الألماني حامل اللقب ست مرات الفوز على لاتسيو الإيطالي لتجنّب الخروج من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم اليوم الثلاثاء، بينما تتركّز الأنظار مجدداً على كيليان مبابي الذي دخل مرحلة جليدية مع مدرب في باريس سان جرمان ويخوض رحلة حذرة إلى إقليم الباسك.
وجرّ الفريق البافاري أذيال الخيبة من روما منتصف الشهر الماضي، عندما خسر 0 - 1 بهدف تشيرو إيموبيلي من ركلة جزاء في الشوط الثاني، في مباراة خاضها بمعنويات مهزوزة إثر هزيمة مذلة أمام متصدر الدوري المحلي
باير ليفركوزن 0 - 3.
ويتعيّن على بايرن الصمود في البطولة القارية التي أحرز لقبها آخر مرة في 2020، في ظل اقتراب آماله من التبخّر في البوندسليغا التي يحمل لقبها في آخر 11 موسماً، نظراً لتحليق ليفركوزن بفارق عشر نقاط قبل عشر مراحل على النهاية. بطولة تعثر فيها بايرن مجدداً ، بتعادله المخيّب على أرض فرايبورغ 2-2.
بايرن الذي أخفق في بلوغ ربع نهائي المسابقة القارية الأولى مرّة يتيمة في آخر 12 موسماً (2008 - 2009)، يعوّل مجدداً على هدّافه الإنكليزي هاري كين، صاحب 27 هدفاً في 24 مباراة في الدوري.
فارق في السلوك البدني
عبّر مدرّبه توماس توخل الذي سيرحل بنهاية الموسم، عن خيبته بعد المباراة الأخيرة “الفارق في السلوك البدني والقتالية بين نصف الساعة الأولى والساعة التي تلتها كان مذهلاً جداً بحيث لا يمكن توقّع الخروج بانتصار» .
وخاض بايرن المباراة في غياب العديد من الركائز الأساسية بسبب الإصابة، لاسيما في خط الهجوم أبرزها لوروا سانيه وسيرج غنابري والفرنسي كينغسلي كومان.
في المقابل، يأمل لاتسيو، حامل كأس الكؤوس الأوروبية المندثرة، لنسخة 1999، في بلوغ ربع النهائي على غرار أفضل نتائجه في 2000، علماً أن حامل لقب الدوري الإيطالي في 1974 و2000 تراجع إلى المركز التاسع في “سيري أ”، بعد خسارتين أمام فيورنتينا وميلان.
قال مدرّبه ماوريتسيو سارّي :”فريقهم قوي. فلنحافظ على الفوز مع العلم أن مباراة صعبة تنتظرنا في ألمانيا» .
وثأر لاتسيو موقتاً من بايرن الذي تغلب عليه مرتين في دور الـ16 من المسابقة القارية في 2021، في روما 4 - 1 ثم على أرضه 2 - 1.
الأضواء مسلطة على مبابي
في المباراة الثانية، يخشى سان جرمان ألا تشتته الفترة الجليدية بين هدّافه التاريخي كيليان مبابي ومدرّبه الإسباني لويس إنريكي الذي بدأ يبعده تدريجياً عن المباريات الأخيرة بشكل غير اعتيادي، وذلك بعد إعلان رحيله نهاية الموسم.
استبدله بين شوطي المباراة الأخيرة ضد موناكو في الدوري والتي انتهت بتعادل سلبي.
منذ قدومه على رأس الجهاز الفني لسان جرمان الصيف الماضي، اعتمد إنريكي بشكل كبير على هدّاف مونديال 2022. لكن في المباريات الثلاث الأخيرة، بدأ ابن الخامسة والعشرين على مقاعد البدلاء ضد نانت (2 - 0)، استُبدل بعد ساعة ضد رين (1-1)، ثم في استراحة الشوطين في موناكو حيث بدأ الموهوب مسيرته.
سلسلة جاءت بعد إبلاغ مبابي مسؤولي فريق العاصمة رحيله الصيف المقبل، بعد سبع سنوات أمضاها في ملعب بارك دي برانس.
لمصلحة الفريق
تحمّل إنريكي مسؤولية تغيير اللاعب الذي يحمل شارة القائد بغياب المدافع البرازيلي ماركينيوس “هذا قرار المدرب بنسبة 100بالمئة، عاجلاً أم آجلاً يجب التعوّد على اللعب بدون كيليان مبابي، اتخذت هذا القرار لمصلحة الفريق» .
لم يُفاجأ المدرّب السابق لمنتخب إسبانيا بتلقيه ثلاثة أسئلة متتالية عن مبابي “لن أدخل في هذه اللعبة، بالنسبة لي لا توجد أية مشكلة، هذه الطريقة التي سأدير بها الأمور» .
يصعب تخيّل أن يتخلّى المدرب الإسباني عن بطل مونديال 2018 ووصيف 2022، في سان سيباستيان البعيدة 15 كيلومتراً عن الحدود الفرنسية، رغم الفوز المريح ذهاباَ 2 - 0. يتصدّر مبابي قائمة هدافي النادي راهناً في المسابقة القارية الأولى، مع 32 هدفاً، بفارق بعيد عن كولو مواني (9) والبرتغالي غونسالو راموش (8).
رغم اقتراب رحيله المقدّر نحو ريال مدريد الإسباني والذي يتقبّله جمهور النادي، لا تزال الأمور هادئة نسبياً. يعمل المقربون من الهدّاف الفتّاك على التأكيد أن مبابي “مركّز على مباراة دوري الأبطال» .
سوسييداد ينحدر
بعد تقدمه بهدفين ذهاباً في باريس عن طريق مبابي، صاحب 14 هدفاً في آخر 13 مباراة، والشاب برادلي باركولا، يبدو أن سان جرمان سيتخلص من عقدة الأرقام التي لا تميل لصالحه.
أقصي في خلال خمس من مواجهاته الست الأخيرة أمام أندية إسبانية في دور خروج المغلوب في المسابقة القارية الأم، علماً أنه لم يتأهل سوى مرة واحدة وكانت أمام برشلونة في ثمن نهائي موسم 2020 - 2021 عندما بلغ نصف النهائي.
ويحلم الفريق المملوك قطرياً منذ 2011 والذي لم يخسر في آخر 20 مباراة في مختلف المسابقات، بإحراز لقب دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه، علماً أن أفضل نتائجه كانت حلوله وصيفاً في 2020 وراء بايرن ميونيخ.
وبعد غيابه عن آخر مباراتين لإصابة في ربلة ساقه، عاد قائد الدفاع البرازيلي ماركينيوس إلى التمارين الجماعية، بينما يفتقد متصدر الدوري المحلي بفارق تسع نقاط عن بريست، المدافعين السلوفاكي ميلان شكرينيار وبريسنيل كيمبيمبي لفترة طويلة.
في المقابل، مُني سوسييداد بخسارة ثانية توالياً في الدوري الإسباني ليتراجع إلى المركز السابع، في ظل إصابة بعض لاعبيه وإراحة آخرين قبل الموقعة المنتظرة. لم يحقق سوى فوز يتيم في آخر تسع مباريات في مختلف المسابقات.
وتبلغ ميزانية سوسييداد 150 مليون يورو مقابل 700 مليون لسان جرمان.
مهمة حذرة لميسي الياباني
في ذهاب الدور ثمن النهائي، سيطر الياباني تاكيفوسا كوبو على الظهير الأيسر لباريس سان جرمان الفرنسي البرازيلي لوكاس بيرالدو طوال 45 دقيقة، وسيكون مجدداً مصدر قوة لفريقه الباسكي في لقاء الإياب.
ضرب فريق العاصمة الفرنسية بقوة على أرضه في الشوط الثاني ونجح في إطفاء شغف كوبو وفريقه، ليخرج منتصراً بهدفين نظيفين. لذلك، يعوّل سوسييداد من جديد على الدولي الياباني المتألق.
وعلى غرار عثمان ديمبيليه، يتمتع كوبو (22 عاماً) بإرادة قوية وقدرة عالية على المراوغة، وبات أبرز آمال كرة القدم اليابانية.
يمتاز كوبو بقدرته على التحرّك في مساحات صغيرة، وبتمويهاته وقدرته على الركض في العمق والتحكم الدقيق بالكرة، وسرعان ما أصبح معشوق المشجعين الباسكيين والمفضّل لديهم بتحركاته على الجانب الأيمن لا سيما من خلال تقدمه نحو الهجوم (7 أهداف و4 تمريرات حاسمة).
ويأمل كوبو يأمل أن يصبح منقذ ريال سوسييداد مساء اليوم الثلاثاء.
فرصة أخيرة لتوخل
تمنح مواجهة بايرن ميونيخ الألماني مع لاتسيو الإيطالي اليوم الثلاثاء على ملعب “أليانز أرينا” فرصة لمدرّب الأوّل توماس توخل لتلميع صورته بعض الشيء قبل مغادرته الفريق البافاري في نهاية الموسم الحالي، بعد قرار مجلس الإدارة وضع حد للشراكة بين الطرفين في ظل نتائج مخيّبة يحقّقها الفريق هذا الموسم.
وكان توخل استلم منصبه قبل أقل من عام بقليل إثر القرار المفاجئ لإدارة النادي البافاري بالتخلّي عن يوليان ناغلسمان، لكن توخل فشل في مهمته حتى الآن، فخرج من دوري الأبطال الموسم الماضي على يد مانشستر سيتي الإنكليزي الذي توِّج لاحقاً بباكورة ألقابه القارية، ثم من مسابقة الكأس، في حين أحرز لقب الدوري المحلي الذي أهداه إياه بوروسيا دورتموند في الجولة الأخيرة، عندما سقط في فخ التعادل 2-2 على أرضه مع ماينتس في الجولة الأخيرة ليحرز بايرن اللقب بفارق الأهداف.
ورغم تأكيد مسؤولي بايرن بأن توخل سيبقى حتى نهاية الموسم الحالي، فإن الصحف المحلية أشارت إلى أن الأمر الوحيد الذي يُسهم في بقاء توخل في منصبه هو عدم وجود مدرب موقت لتولي المهمة، لأن النادي يريد التعاقد مع الإسباني شابي الونسو في نهاية الموسم الحالي. لكن تقارير أخرى أشارت إلى أن منصب توخل سيكون في مهب الريح في حال الخروج أمام
لاتسيو.