الحلة: محمد عجيل
تباينت آراء أهل الاختصاص الكروي بشأن تقييم تجارب المدربين العرب في دوري المحترفين خلال المواسم السابقة، فمنهم من يرى أن أنديتنا استقطبت أسماء مميزة أثبتت علو كعبها وحققت معها البطولات واتسم مشوارها الآسيوي بالنجاح، في المقابل رأى آخرون أن عملية التعاقد مع الطواقم المصرية والأردنية والتونسية على سبيل المثال لم تخضع إلى المعايير الفنية ولم ترتق نتائجهم لما حققه عدد من الطواقم المحلية على المستويين المحلي والقاري.
أول المتحدثين لـ “الصباح الرياضي” كان المدرب حميد سلمان الذي يرى أن “ ظاهرة استقطاب المدربين العرب لم تخضع إلى عمليات التقييم الفني ودراسة ملفات المدربين بشكل متأن من قبل الإدارات “، مشيرا إلى أن “ الأسماء العربية في التدريب لم تكن أفضل من المدرب العراقي الذي عمل تحت ظروف أمنية قاهرة وعانى من الضائقة المادية ونجح في تأسيس منتخبات قوية، والزج بأسماء كروية تواجدت في كأس القارات ودورة أثينا الأولمبية وكأس العالم للشباب».
ويجد أن “ المدربين العرب وطوال سنوات عملهم في الدوري العراقي لم يكتشفوا مواهب كروية، أو أشرفوا على تطويرها في أنديتهم، بل كانوا السبب في التوجه نحو اللاعبين المغتربين لسد الفراغ الحاصل في المنتخبات الوطنية «.
ويستدرك قائلا: “هناك من المدربين العرب من برهن علميته ومثابرته مثل المدرب المصري مؤمن سليمان، الذي جمع مع الشرطة بطولتين هما درع الدوري وكأس السوبر، وذات الأمر يقال عن تجربة المدرب السوري الذي لم تقتصر نجاحاته على تجربة حسام السيد وما حققه مع القوة الجوية، بل إن زميله نزار محروس ظفر هو الآخر بدرع الدوري العراقي مع نادي أربيل في موسم 2011 / 2012».
بدوره، يروي المدرب علي وهاب سرا يتعلق بتجربة المدربين المصريين في الدوري العراقي قائلا: إن “ المدرب محمد يوسف الذي قاد الشرطة في الموسم الكروي 2014 استقال بسبب رفضه قرار الإدارة تعيين مساعدين محليين معه، وهذا يدل على عدم رغبة بعض الأسماء العربية في العمل إلى جانب المدرب العراقي الذي يمتلك الخبرة والكفاءة، مما يؤهله للعمل مع أفضل الأندية «.
من جانبه، يعتقد المدرب جبار حميد بأن “ التفاهم بين اللاعب العراقي والمدرب العربي بقي غائباً في تلك التجارب، وقد تأزمت العلاقة مع الجماهير التي ترفض مبدأ الصبر ومنحه مدة أكبر قبل الحكم على تجاربه”، مستشهدا بـ “جمهور الزوراء الذي لا يزال يواصل ضغطه على المدرب المصري حسام البدري من أجل تحسين النتائج، الذي بدوره يطالبهم بالصبر على النتائج السلبية لكون الدوري لا يزال في مرحلته الأولى”، منوها بأن “بعض الانتقادات تندرج تحت طائلة الحسد لا أكثر».
إلى ذلك، يؤيد المدرب صباح عبد الحسن بشدة “وجود المدرب العربي في الدوري العراقي، عاداً إياه إضافة نوعية لابد من تشجيعها وتنميتها كي تشمل المنتخبات الوطنية، لأنه يحمل حرصا والتزاما كبيرين، إضافة إلى تفرغه التام لمهمته، وهذا لا يعني الانتقاص من المدرب المحلي إطلاقاً».
هذا وفتحت أبواب الدوري العراقي على مصراعيها أمام المدرب العربي، وأصبحت الأندية قبلة لأسماء تدريبية كبيرة، منهم من أثبت كفاءته وحقق نتائج يشار لها بالبنان، مثل المدرب السوري حسام السيد الذي أبدع وأجاد مع القوة الجوية حتى وصل إلى حدود أذربيجان محرزا مع الصقور كأس العالم العسكرية، ومنهم من لم يحالفه الحظ مع أكثر من فريق مثل الأردني هيثم الشبول الذي خاض تجربة مريرة مع كرة الديوانية، ثم مع فريق نفط ميسان، بل إن تجربته بصفته مدرباً مساعدا للصربي أليتش مع كرة الشرطة لم تكن ناجحة وانتهت باستقالته بعد خروج القيثارة من دوري أبطال آسيا .