علي حنون
القرار الأخير، الذي ركن بموجبه الاتحاد العراقي لكرة القدم، إلى الاستعانة ببعض الأسماء التحكيميَّة العربية لإدارة عينة من المُواجهات، ولاسيما تلك التي تُوضع في خانة المباريات الجماهيرية، فيه من الحكمة الشيء المطلوب، لأنه سيمنح البطولة الوطنية (دوري نجوم العراق) رونقاً خاصاً ويفتح نافذة وإن كانت صغيرة باتجاه تسويق البطولة إلى العالم العربي والقاري ويقينا سيصل مدى القرار وأبعاده إلى حدود أكثر رحابة حين الاستعانة بوجوه تحكيمية من القارة البيضاء.. ومع أنَّ آراء المُتابعين تباينت بشأن هذا التوجه، إلا أنَّ اليقين في الأمر هو الاتفاق بين أصحاب الرأيين على فواصل مهمة لعل في مقدمتها منح الاطمئنان أكثر للفرق المُتبارية ليس لأنَّ حكامنا تقودهم ميول ناديوية، وإنما لتأثرهم أحياناً بالضغوطات الجماهيرية، التي تُمارس عليهم بصورة غير مباشرة.
الخطوة في مداها المُستقبلي إيجابية وتضع قرار الاحتكام إلى (الصافرة) الخارجية في بعض المباريات الجدلية في دائرة الحكمة ولاسيما في جانب إضفاء المزيد من الشفافية للقرارات التحكيمية وأيضاً تُحفز في ذات الوقت الحكام الوطنيين لتقديم الأفضل وهي ليست مثلبة على حكامنا لأنَّ أغلبهم يتمتع بمهنية عالية لكن أحياناً تحدث أخطاء في بعض المباريات الكبيرة، ويعتقد المُتأثر سلباً بنتيجتها أنها كانت مقصودة، ويقيناً أنَّ هذا الأمر سيختفي حينما يتصدى اسم تحكيمي غير عراقي للمهمة على اعتبار أنَّ الحكم الأجنبي لن يكون تحت سقف التأثيرات الجانبية ويُؤدي مهمته بحيادية عالية.
ولأنَّ ما يعنينا جميعاً هي المصلحة العليا لكرة القدم الوطنية وإجراء منافساتها في كنف أجواء مُواتية من شأنها إضفاء رونق جميل من القيادة التحكيمية للمباريات لتكون أنموذجاً للحكام الوطنيين في قيادة اللقاءات الأخرى، فإننا نجد أنَّ الأمر يجب أن يُعضّد من خلال رؤية الجميل في هذه المُبادرة وخاصة في ضفتي التسويق الإعلامي الخارجي لمباريات نجوم العراق كون الإعلام في بلد الحكم، الذي سيتواجد في مسابقتنا سيميل إلى الوقوف عند بعض محطات البطولة وكذلك سيجعل المنافسة لإصابة الأفضل من قبل حكامنا، وهي رؤية لسنا أول المُتعاطين معها ذلك أنَّ عديد المسابقات في دول المنطقة سبقتنا في السير باتجاهها وأثبتت نجاح فلسفتها في هذا الجانب.
من هنا نجد أنَّ على حكامنا ألّا يذهبوا بتفكيرهم بعيداً بالاتجاه السلبي واعتبار هذه الخطوة محاولة للتقليل من شأنهم لأنَّ مكانتهم المهنية الجيدة محفوظة وأنَّ نجاح مباريات بطولة (دوري نجوم العراق) معقود على وجودهم وأنَّ الحكام العرب وحتى الأجانب، الذين سيتم التواصل معهم مستقبلاً لن تُركن إليهم سوى مباريات بعينها، وعليهم أن يقفوا بأدائهم على منصة التميّز وأن يتركوا خلفهم الأقاويل، التي تُثار هنا وهناك وغايتها إصابة طموحاتهم بمقتل.. ولأننا نعتقد أنَّ هذا القرار سيجلب التوازن في عطاء حكامنا مع الحكام الضيوف، فإنَّ رؤيتنا بشأن قادم التحكيم سيشهد نهضة أفضل من قبل أغلب وجوهنا الوطنية لأنهم يَعون أنَّ الحال ستأتي مُغايرة في المستقبل وأنَّ تعثرهم سيدفع إدارة منظومة كرة القدم إلى الاستعانة بالوجوه الخارجية، وبلا ريب فإنَّ حكامنا لن يخسروا رهان كفاءتهم لذلك سيعمدون إلى تقديم الصورة الأفضل وسيكون الاجتهاد في التدريب والاستزادة من علم التحكيم حاضراً باستمرار.