وثائق عادل عابدين على الملح

ثقافة 2024/03/10
...

 هلسنكي: الصباح

في تجربة فريدة من نوعها أقام التشكيلي العراقي المقيم في فنلندا عادل عابدين معرضا تشكيليا يضم العديد من الأعمال المتعلقة بالرسم والنحت والتركيب، وكذلك العرض السينمائي.
وقد تنوعت اللوحات المعروضة بين الرسم والأعمال التركيبية التي استخدم فيها الملح الطبيعي، حيث حوله إلى أشكال ناطقة تنقل لنا أحداث تاريخية على وفق فهم الفنان لها، بينما كانت اللوحات عبارة عن خليط من الرسومات بالأسود والأبيض المتناغمة مع الكتابة العربية بداخل أطر زجاجية على شكل كتاب.
جسدت اللوحات بالمجمل ثورة أصحاب البشرة السمراء- ثورة العبيد " 255 - 270هـ/ 869 - 883م"، التي حصلت في البصرة قبل أكثر من الف عام، وقادها علي بن محمد محاولا اسقاط الخلافة العباسية في بغداد، آنذاك، واستمر 14عاماً.
كما وعمد عابدين إلى تحويل اللوحات الملحية إلى عمل سينمائي خصص لعرضه أحد جدران قاعة "فروم بوكس" وسط هلسنكي، حيث يقام المعرض بدهم من منظمة الثقافة الفنلندية.
المعرض الذي حمل عنوان "ثورة العبيد" تناول فيه عادل عابدين صورة بصرية مضادة لكتابة التاريخ، والتي غالبا ما يكتبها الفائزون، وسلط الضوء على الدور الذي تلعبه رواية القصص الشفهية
بالثقافة العربية في تشكيل الروايات التاريخية، بحسب المدونة التعريفية للمعرض.
وقد بدا واضحا تعاطف الفنان مع الزنوج الذي قاموا بالثورة وهم شعب أفريقي يدعى "البانتو" تم أسرهم والمجيء بهم إلى العراق واستعبادهم ودفعهم للعمل في تجفيف مستنقعات الملح جنوب البلاد وتحويلها إلى أرض خصبة صالحة للزراعة..
كما بدا واضحاً أيضا اعجاب الفنان بزعيم التمرد علي بن محمد ووجده قائداً فذا بسبب ما قام به من ثورة وجمع الاف الزنوج حوله، وأصبح تهديدا خطيراً على الخلافة العباسية.
ويقول عابدين في نص تعريفي مكتوب عن لوحات المعرض إن "هذه التماثيل المنحوتة تعد (وثائق على الملح) تؤكد اختيار -الزنوج- أصحاب البشرة السمراء الواعي في ذلك الوقت لألواح الملح لتوثيق معاناتهم الشخصية".
وقد استخدم عابدين ألواح ملح طبيعي مدعومة بدعامات معدنية يختلف الحجم والوزن والشكل بين لوحة وأخرى، كما أستخدم الحبر الأسود في الرسوم التي وضعها على ورق أبيض بحجم ورق دفاتر الرسم.
أما من ناحية العمل السينمائي فقد ضم طاقم عمل كبير بالإضافة إلى مهام عابدين في إخراجه شارك أيضا في عمليات المونتاج.
المعرض الذي استمر لثمانية أيام حضر افتتاحه جمع كبير من المثقفين والمهتمين بالتشكيل الفنلنديين، كما وحضرته شخصيات عامة وسياسية بارزة، حيث يحظى عادل عابدين باهتمام كبير في فنلندا لما يقدمه من إبداع فني وقدرة على الابتكار والتحديث في الفن التشكيلي.