نحن والفلبين

الرياضة 2024/03/17
...

كاظم الطائي



كرة الفلبين التي سنلتقيها في الحادي والعشرين من آذار الحالي في البصرة ونزورها في السادس والعشرين من الشهر الحالي لخوض تصفيات المونديال وأمم آسيا لها تاريخ طويل مع هذه اللعبة يعود إلى بدايات القرن المنصرم وخاصة أول مباراة دولية في العام 1913 أمام الصين وخسرتها بهدف واحد لكن نتائجها بقيت خارج التغطية الدولية ولم تحقق ما ظفرت به منتخبات محبطة بها في جنوب شرق آسيا. 

أفضل مركز بلغته كرة الفلبين 111 حسب تصنيف الفيفا في أيار 2018 وأدنى مستوى لها الترتيب 195 في أيلول من العام 2006 وتحتل حالياً المركز 139 في التصنيف العالمي لشهر شباط الماضي وهذا يفسر تواضع كرة الفلبين بالقياس إلى مكانة الكرة العراقية عالمياً وقارياً. 

نفوس الفلبين تزيد على 92 مليون إنسان يتوزعون على مساحة تبلغ أكثر من 300 ألف كيلو متر مربع أغلبها جزر منهم نحو 11 مليون مغترب لكن على العموم المنتخب الحالي يقبع بذيل الترتيب في مجموعتنا وحظوظه لا تسر في حصد إحدى البطاقتين والتأهل لدور آخر في التصفيات الحالية حيث يحتل المركز الرابع والأخير خلف منتخبنا ونظيريه الفيتنامي والإندونيسي. 

من غرائب تاريخ الكرة الفلبينية أنها فازت على اليابان في العام 1917 بنتيجة 15 هدفاً مقابل هدفين لكنها خسرت مع محاربي الساموراي بعد مرور نصف قرن على تلك المباراة بخمسة عشر هدفاً دون رد مع أنَّ الكرة اليابانية في حينها لم تكن بعداد الفرق الكبيرة، واهتم المعنيون بألعاب أخرى حققت لها إنجازات أولمبية وعالمية. 

هذا العرض المبسط لتاريخ اللعبة في الفلبين أنها اهتمت بكرة القدم مبكراً على المستوى العالمي لكنها تسير ببطء في الملاعب الدولية بالرغم من محاولاتها ضم لاعبين من خارج حدودها لتدعيم الصفوف ولكن كرة القدم لا تركن في أحايين أخرى لحسابات التاريخ والجغرافيا وقد تحدث مفاجآت لم تكن في الحسبان إذا لم يجر وضع الحلول والخطط الكفيلة بتحقيق الفوز من قبل الملاك الفني وتطبيق مثالي لأسلوب اللعب من أجل الوصول إلى نقاط غالية في ملعبنا وكذلك في دار المنافس في مانيلا الضغط المبكر على الفريق الضيف وكسب هدف مريح من قبل لاعبينا سيساعد على إخراج الفريق الفلبيني من خطوطه الخلفية واللعب المفتوح مع ضرورة مراقبة أكثر من لاعب يمتاز بالسرعة.

أهل مكة أدرى بشعابها وقد رسم الملاك الفني لمنتخبنا سيناريو التفوق الميداني على الورق وعلى اللاعبين تنفيذ الواجبات وعدم الاستهانة بأي فريق وغلق الثغرات مطلوب والابتعاد عن ارتكاب الأخطاء القاتلة التي قد تغير من شكل اللقاء لو واصل خطنا الدفاعي إهداء النتائج للغير بهفوات كارثية كما حصل في مباراتنا مع المنتخب الأردني في بطولة أمم آسيا. 

رحلة التصفيات ستكون مشرعة لأبواب أوسع تطل على تصفيات لاحقة أكثر صعوبة وعلينا ألّا نفرط بما متاح أليس كذلك.