د. حسين الربيعي
سؤال أرقني كثيراً مهما تلاعبت في صياغته أو أجلته إلى حين، مَنْ سيُمثل العراق في اجتماعات القمّة العالميّة للنزاهة في كرة القدم التي ستعقد في سنغافورة خلال اليومين 4 و5 من نيسان المقبل بالتعاون مع الاتحاد الآسيوي، والمكرس لمجابهة التحدّيات المتصاعدة والتلاعب بنتائج المباريات والمسابقات، وحماية النزاهة الرياضيّة من الأنشطة غير الأخلاقيّة أو غير القانونيّة التي يمكن أن تقوّض سلامة كرة القدم، وتهدّد شرف وسُمعة الفيفا والاتحادات القاريّة والوطنيّة.
ولو افترضنا جدلاً أن اتحاد اللعبة كلّف أحد الشباب المتمكّنين من اللغة الإنكليزيّة من أعضاء اللجان المستقلّة كالانضباط أو الاستئناف بهذه المهمّة الحسّاسة، ليكون حلقة للعراق في شبكة حماية النزاهة الكرويّة في آسيا والعالم، ترى هل يفكر القائمون على شؤون كرتنا بعد هذه القمة بأن يكونوا جزءاً من نسيج النزاهة القارّي والدولي وتثبيت جذورها في ملاعبنا ومؤسساتنا الكروية؟.
يدرك الجميع جيداً أنه وحتى هذه اللحظة لا توجد في اتحاد اللعبة أي لجنة مسؤولة عن القيم والأخلاق والمُراقبة والتدقيق والامتثال والحوكمة، التي سمّاها الفيفا في أدبيّاته أخيراً (لجنة الحوكمة والتدقيق والامتثال)، إذ يصرّ أعضاء المكتب التنفيذي (الحالي والسابق) ومنذ إقرار نظامه الأساس في 4 نيسان 2021 وحتى الآن على عدم تشكيل هذه اللجنة، رُبّما لأنها الجهة الوحيدة التي يتيحُ لها القانون مُراقبة ونصح وتوجيه ومُساءلة ومُحاسبة رئيس وأعضاء المكتب التنفيذي وكُل العاملين في الاتحاد!.
لذا لم تأت دعوات الفيفا التي وجهها لكُلّ الاتحادات الوطنيّة الـ 211 والقاريّة الـ 6 وحصرا بموظفي النزاهة في تلك الاتحادات الوطنيّة من فراغ، إلى جانب مطالبته تلك الجهات بتخويل أكثر من شخص (لجنة مثلاً) وتحديد نطاق مسؤوليّتهم بتوصيات النزاهة، من أجل تنسيق المزيد من الأنشطة في ما يتعلّق بمكافحة التلاعب بالمباريات، وبصفتهم مندوبين عن اتحاداتهم يتصلون مباشرة بدائرة النزاهة في الفيفا ليتحمّلوا مسؤوليّتهم في منع ومكافحة التلاعب بالمباريات وتعزيز النزاهة في مسابقات اتحاداتهم.
بل إن هذا المؤتمر هو ترسيخ عملي وبرتوكولي لآليات فعالة من أجل الإبلاغ عن شبهات الفساد في الرياضة، ومتابعة أبوابها التي لا تعد ولا تحصى، على غرار الاحتيال والرشوة وإساءة استغلال المنصب (بما في ذلك تضارب المصالح) وغسل الأموال وتعاطي العقاقير المنشطة وسوء المعاملة والتحرش والتمييز والعنف ... إلخ.
لذا نقول: أما آن الأوان لتشكيل هذه اللجنة المسؤولة عن رفع مستوى المنافسة الشريفة، وبناء نسيج متين من الشفافية بغية تعزيز السلوك الأخلاقي والتصدي لكافة الممارسات غير الأخلاقية داخل أو خارج الملعب، سواء كانت أزمات تتعلق بالجماهير أو اللاعبين أو حتى التصريحات عقب المباراة في القنوات التلفزيونية أو الصحف والمواقع ربما الأقرب، والتي تدور في خلد القارئ حالياً.