د عدنان لفتة
مشاهد مؤلمة شهدها ملعب دهوك خلال مباراة فريقي دهوك والقوة الجويَّة بدوري نجوم العراق تحوَّلت فيها الأجواء الرياضية الرائعة قبل المباراة بين المشجعين والفريقين إلى توتر وتشنج ومعارك في الدقائق الأخيرة شوَّهها دخول بعض المشجعين إلى أرض الملعب وتبادلهم الضرب مع حارس مرمى الجوية محمد حميد واللاعب همام طارق وبعض الإداريين!!
مشاهد لم نكن نتمناها في ملاعبنا ونحن نواصل إرسال الرسائل الداعمة لبلدنا وتحولاته اللافتة في استقبال الفرق والضيوف ورسم صورة أنيقة مليئة بالأمل والسعادة عن بلاد الرافدين.
وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي غصَّت بالصور والفيديوهات والتعليقات الناقلة لمشاهد الضرب والركل العنيف وحمل بعض المشجعين للسكاكين والآلات الحادة المسيئة لملاعبنا، صور أساءت لبلدنا ودورينا وملاعبنا ودقت ناقوس الخطر بما يهدّد مبارياتنا، ليس معقولاً أن يعتدي المشجعون على اللاعبين وقيام البعض بالرد عليهم مما اضطر الحكم الدولي محمد سلمان إلى إشهار البطاقات الحمراء في وقت تعكرت الأجواء وسط عجز تام للقوات الأمنية عن احتواء الموقف وفرض النظام بشكل سريع لتفادي تداعيات أكبر قد تحوّل الملعب إلى ساحة متأزمة مدمرة لسمعتنا!!
الأغرب أنَّ اتحاد الكرة ولجنة الانضباط فيه صامتان حتى الآن ولم نشهد لهما موقفاً أو تصريحاً أو تأكيداً على بدء تحقيقاتهما بشأن الحوادث التي جرت، فالردع السريع والقرارات القوية تؤمن ملاعبنا وتحفظ هيبتها وتشيع السلم والضبط والالتزام فيها!!
السكوت هنا غير مقبول وغياب الردع قد يشجع على المزيد من حالات الانفلات وعدم احترام القانون واللوائح والأنظمة، السكوت هنا قد يخلق مشاهد دموية، بور سعيد أخرى لا نتمنى أن يكون لها موضع في ملاعبنا، السكوت يعني عدم تقديرنا لخطورة الموقف وأثره في إشاعة الكراهية وتأزيم المواقف بين الإدارتين والمشجعين ولاعبيهم وهو أمر مرفوض تماماً في بلدنا المحب الذي يحث دوماً على التماسك واللحمة الوطنية ولا نريد لمشاهد الفرقة والخلاف أن تظهر فيه إطلاقاً.
إدارتا الجوية ودهوك أصدرتا بيانين منفعلين حمّل فيه كل طرف الطرف الآخر مسؤولية حالات الشغب التي حدثت، كنا نرجو أن يظهر صوت الحكمة والتعقل فيه لعدم الانجرار إلى فتنة كبرى فما جرى يتحمله أولاً مشرف المباراة والجهات الأمنية فيها لعدم ضبط المدرجات وعدم التصدي بقوة لنزول المشجعين وإساءتهم واعتدائهم على حرمة الملعب، الفريقان معاً يتحملان مسؤولية ما حصل وكان يجب المبادرة إلى ضبط النفس وعدم الوقوع في فخ الركلات واللكمات البعيدة عن الروح الرياضية من خلال مواقف العقلاء وأصحاب الخبرة الرافضين لأي مشاهد توتر أو معارك غير إنسانية!!
التعامل بصرامة وحزم أمر ضروري ويحتاج إلى سرعة القرار وكان على الاتحاد الدعوة إلى جلسة طارئة خلال 24 ساعة من وقوع المشكلة للحث على التهدئة وتخفيف حدة التوتر وعدم توسيع رقعة الأزمة بين مشجعي الفريقين وتهديد بعضهما البعض. ننتظر من الاتحاد قرارات صارمة قوية تعيد الأمن إلى ملاعبنا ولا تسمح بتكرار مثل هذه المشاهد السوداء الخادشة لصورتنا قبل أشهر قليلة من احتضان تصفيات كأس العالم.